ضياع..
لقد طالعت البشر والكتب وفهمتُ كل العالم. فهمت كيف يحيى الرجل ويموت قبل أن يضمحل شبابه، كيف يخطئ المذنب ويُفرض عليه إصلاح الخطأ باقتراف ذنبٍ آخر، كيف تُشترى الأرواح والعقول مقابل شهوة أملٍ ولذَّة هروب، وكيف تُستخدم قُدسية الوهم لغرض السيطرة والإخضاع.
فهمت كل هذا ومع ذلك ما زلت لا أفهم نفسي. اقتحمتُ كل المداخل باحثاً عني وما وجدت لي باباً واحداً أطرقه. تجولت في كل العالم ولم أجد لي أثراً في أي طريق. بالرغم من كل هذا فإني مواظبٌ على التأمل والمطالعة. لكنَّ يأسي اليوم قد تحرر من كبحي وصار ثوريّاً يغزو شراييني؛ ففي كل مرةٍ أعود فيها إلى النصوص لأقرأ نفسي أصدم بفراغ، وفي كل مرةٍ أشرع بتأريخها يمزقني الورق، وفي كل مرة أحاول خطَّ كلماتها تمحوني الدموع…
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي