شعري حداء البائسين
( شعر : محمد ياسر الايوبي )
1940/2012
والقصيدة بخط يد الشاعر أهداها للشاعر :سعيد الغول
وطلب مني الشاعر نشرها
قالت تسائلني و فوق جبينها وقف التاؤل صامتا يتكلم
أوقفت شعرك للكآبة و الأسى تحيا علي زفراتها و تترجم
أنا ما نظرت إليك إلا راعني دمع يسيل علي يراعك أو دم
خل الكابة جانبا و دع الأسى واصدح مع الشعراء إنك منهم
أو ما ترى الشعراء دونك إنهم في دوحة الحب الظليلة حوم
البوم ترتع في الظلال طروبة و البلبل الغريد لا يترنم
ماذا دهاك أجف ينبوع الهوي أيموت قيثار الشباب أيهرم
عجبا !! أفي عمر الزهور ولم تطأ ارض الغرام و أنت ذاك الملهم
فأجبتها و القلب يقطر لوعة حسناء ما أنا بالخلي فأنعم
إن حلق الشعراء في فلك الهوى فليهنأ الشعراء و يترنموا
أو راع طرفك سحرهم و هراؤهم طوبي لهم يا اخت ما أنا منهم
شعري حداء البائسين و لم يكن إلا بفيض قلوبهم يتكلم
للتاعسين الداميات قلوبهم ونفوسهم
رهن الأسى تتألم
للبائسين الصابرين علي الأذى يشتاق طعم الخبز عندهم الفم
يأبون مد اكفهم طلب الندى وهم الجياع المعدمون هم هم
للجائعين الصائمين علي الطوى وقلوبهم قرب المطاعم تحلم
للعاجز الموهون منطرحا علي أزيال قارعة الطريق يتمتم
للأمهات الجاثيات مضاضة فوق الرصيف بذلة تترحم
جفت منابع صدرهن فلم يعد من حياة للرضيع و لا دم
يجمعن أفلاذ القلوب وا نهم فطموا و لم يحن الفطام فيفطموا
فلهؤلاء لهؤلاء لبؤسهم لشقائهم أهدي القريض و انظم
أنا لست من صخر فأجهل ما الهوى أبدا ولا قلبي سديم مظلم
أنا لم أقد من الحجارة أضلعي و أصون قلبي بينهن و الجم
لا ان قلبي للمحبة معبد سمح تحف به البخور و تنظم
ما زال في كنفاته
سفر الصبا يتلى به و هزاره يترنم
ما جف ينبوع الشباب و إنما اجريته للمعدمين لينعموا
و ادرته نحو العطاش لترتوي من ورده الصافي فذلك اكرم
أنا لا تلذ لي المدام و اخوتي مر الشراب صنيبهم والعلقم
أنا لا يطيب لي التمتع بالهوى وقلوبهم رهن الأسى تتألم
أنا لن أعيش ورا الغيوم مخلفا اكواخهم تحت الدجى تتظلم
أنا أن تناسيت المذلة والشقا و مواكب البؤساء إني أجرم
إن حلق الشعراء فوق شقائهم و ترحلوا خلف الغمائم عنهم
فأنا ساهدم برجي العاجي لكي أحيا مع البؤساء إني منهم
و أقدم الشعر الخصيب غذائهم وإذا بكوا جوعا فقلبي أطعم
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي