أَرَق
بقلم : بلقيس بابو
أفتح النافذة أمامي على مِصْراعيها ..
أبدأ يومي فوق هذه الأريكة المتذَمِّرة من أَرَقِي
أسمَعُ شقشقة العصافير و هفيفَ ورْدٍ أحمر
أرهَقَهُ لهيبُ شكوايَ الأخرس و تاقَ لموتٍ أنيق
بين أوراق مذكرة لعاشقة حالمة..
مازال التغريد جذَّابا، لكنه ما عاد يغريني بالتحليق
أكتفي بغصنٍ متين يصمُد لروحٍ مُثْقلة، لا يتصدع من أنين،
تمرُّ بعض النسمات الباردة لكنها لا تكفي..
لا تكفي لإخماد جمرٍ متّقِدٍ منذ الأمس،
و لا قطرات الندى المترامية على الوريقات ، تَروي عطش أمنيات بعيدة..
تترنَّح الأريكة و قد سئِمَت منِّي…
تمضي الشمس إلى رُقادها..
فتنغلق الورود على نفسها أملًا في غدٍ، تبوح فيه بعطور جديدة ….
تتجاهلني تلك العصافير الصغيرة ، تختفي في تلافيف الظلام و هي تناجي قلبي بالغناء ..
تترنح الأريكة مرة أخرى و هي تساير إيقاع سيول الفكر الجارفة، على منحدراتِ جسدٍ مُتعب، و وجدانٍ منهك،
لا يبرحُ الأريكة..
اللوحة للفنان الفرنسي
Pierre-Auguste Renoir (1841-1919)
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي