صديق
بَلوتُ مِن الأيامِ شَهْداً وَعَلقَمـــا
وقد خذلتني موسما ثم موسما!
وأَفْضلُ مَافٍيها صديقٌ مُعَتَّقٌ
كريمُ السّجايَا ظل للجُرحِ بَلْسمـــا !
كَأنَّ زُهورَ الروضِ عطر كَلامهِ
وإن أَظْلمتْ يومًا عليكَ تبسَّمـــا !
شغوفٌ بحبِ الناسِ يَسْعى لِخيرِهم
وإنْ مرَّ يوماً بالفقير. تالما.
ويُملي عَلى الأشجارِ خُضرةَ زَهْوِها
ويقطف وردا للحزين لِينعما
وإنْ كانَ ذَا ماءٍ يجود بمائهِ
جَميعًا وإنْ حانَ الوضوءُ تَيَمّّْمــَا!
إِذا قالَ يَخضرُ الكلامُ بقولهِ
كأنَّ لهُ مِن لُؤلؤِ القولِ مَنْجَمــا !!
أفتشُ عنْ هَذا الصديقِ فلمْ أجدْ
سِوى صَاحب في كِبْرهِ قَدْ تَورَّمـــا !
تَعمْلَقَ في وجهِ الصغائرِ وَاهمــاً
وإن وَاجهَ الخطْبَ الجسيمَ تَقزّمــا!
إِذا لاحَ صيدٌ راحَ يلهثُ خَلفَهُ
بِلَا حَرجٍ حَتّى وإنْ كانَ مُحْرِمـــا !!
✍ محمود مفلح
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي