الفوبيا
ياصديقتي علا ما زلت في العشرين من العمر جمعتنا الأيام بأحسن الاحوال قرب المكان و حسن الجوار ، وللمدرسة دور في لقائنا، كل يوم نذهب و نعود معا. كانت مرحلة جميلة حملت بين طياتها أسمى معاني الوفاء، والصدق و المحبة
يا صديقتي كم راقني وجودك معي وفي كل المناسبات رغم أنك لا تحبين الحياة الاجتماعية و لا المجابهة في المواقف الهامة رغم ضرورة ذلك أحيانا. أحساسك المفعم بالرقة يعيد لوجهك علائم الخوف والحذر مما يجعلك تتلعثمين أحيانا بقلق واضطراب.
جميعنا يا صديقتي فطرنا على الخوف الطبيعي كمرورنا بأماكن مخيفه أو أشكال مفزعة تفرض علينا الدفاع عن طريق إرسال مؤشرات الى الجسم لتحرك مشاعر الخوف فتتحول تلقائيا إلى أمان لأنه يعيد إدراك الموقف الى حقيقته أتعلمين يا (علا ) أن خوفك وتوترك أحيانا يقف عائقا أمام اتخاذ القرار الهادئ والمناسب للحدث ..صداقتنا تحمل بين طياتها كل الصدق والوفاء فما علينا إلا ان نبين لبعضنا معالم شخصيتنا كي نتفادى جميع الأخطاء التي لا ننتمي إليها…
يا غالية ناديتك عدة مرات لتجلسين معي في شرفة الفرفة المطلة على الشارع العريض والذي على جوانبه أشجار خضراء جميلة ،وهو ذو اطلالة رائعة .
علا؛ متى أحظى بمجالستك معي ؟.. تضحكين وتترددين !..ثم تقولين إن شاء الله قريبا.
عندما يكون بيتي في الطابق الثاني وليس الثامن…اتحزرين ما هو السبب ؟؟
أجول بفكري مليا، لأبحث عن السبب مستبعدة الوضع الصحي ، ولو فرض علي القول ..
علا : صارحيني بالله عليك ، أتدرين ياغاليتي أنني وقعت من الطابق الثاني وكان عمر ي آنذاك سبع سنوات ، وما زلت ارتعب أ ثناء الوقوف على ارتفاع عال ولا أستطيع التوازن في الوقوف… أعذريني إن احجمت عن الجلوس معك…
أتسمعين ب( الفوبيا )؛ أنني أعانيها .. ودون أن أدري اقتربت منها وضممتها قائلة
حقك علي كبير، كان يجب علي ألا ألح عليك لتجالسيني والعذر عند الغانمين…
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي