ذرة غبار
تتعالى الأصوات في مديح الميت، هو يسمع صداها، لا يأبه فقد إرتقى إلى عالم بلا حدود ولا خطوط حمراء وزرقاء، هنا كل الوجوه تنمحي لا يبقى من طينها أثر، يبقى في جعبته صوت لا يسمعه أحد، يواسي غربتهم عن الجمال، يصحو في فردوسه، اللون الأخضر لم يذوب يوما في ظلال جفنيه، والأزرق الملكي يتلألأ في الأحداق المغردة بين غيوم الواحد الأحد. إسمه مزخرف في المرمر وندى عرقه لآلئ تزخرف كل حرف أنبتته شفتيه في الوجود المنحدر إلى قاع عمره ومدونة ولادته.
يغمض عينيه في عناق حبيبته بدراً يتوج هالته كل صبرها وتنهدات صدرها بوريقات البنفسج في ندف الثلج البهي فوق سفوح الجبال الشامخة، ويلامس بأطراف النور وجنة إبنته وسيرورته يمسح دمعة أبتْ إلا أن تتدحرج بشموخ.
شهب الروح نثرت نورها في وجدان من أحبه لطيبته بصمت الصوفيين. أزهرت الأنامل حبات بيضاء في المسبحة السوداء، آهات البخور والعنبر السحري تآلفت في الستائر واللحاف الأبيض وأرتاح بزهو في خلايا الجدران النائمة. صحت الدنيا في أوردة البلاط،حيث كانت خطواته ترسم المكتوب، كررت إسمه مراراً في أروقة هذيان الوجود، فتلونا الآيات بلا حروف.
كيف للحب أن يغادرنا بلا ألم بلا وداع، بلا سياط تجلد أجسامنا المتهالكة؟
كيف لا ترسل الرموز في أجندات يومياتنا المملة، كيف تنتشر في الريح دون أن تلون العيون والهالات السوداء هويتنا المغمورة تحت التراب؟
أنهكنا البحث في أعمدة العلم الباردة ودفاتر البحث عن ماهيتنا، من نحن.. لما ولدنا وأين المفر من حتمية الرحيل؟
أنت وحدك وبدون فبركة للبحوث المنتهية الصلاحية كل قرن، أنت وحدك وبدون هلوسة الفلاسفة في الخلق والخالق، أسلمت وحملت الكتاب وأودعته السر الوريد المتمرد على خطوط الأسطر السوداء…
لك فقط ولأنك دون طلاسيمهم المجنونة، تُزف بالدف والأهازيج، تحمل معك كل الصور البهية والبركة وترحل والباقي ذرة غبار… لا أكثر.
في سماء الوحدة غناء /جنان الحسن
في سماء الوحدة غناء وحين يكون قلبي وحيدايَحلُم كثيرايريد أنّ يتنهد مثل رعّشة زهرة فاجأتها حبات النّدى صباح يومٍ ربيعيّ...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي