وطَنٌ في مهبِ الشِعرِ
( 1 ) بقلم / عبير دريعي
تَاهَتْ دروب الخَريفِ بِنَا
وتَاهَتْ بنا البِلاَد
وَضَاعَ الشِعرُ من الألفِ إلىَ الياءِ
لاَ دِفءَ في الحروفِ
وَلاَ مَفَاتيحَ للغةِ
فَكُل بيوتِ الشِعر مُغلقةٌ
وصار الشِعر طقساً تُمارسه الفَتاة
كُلما هَامَّتْ بالبَياض
تَنْتَشلُ من قَعرِ البئرِ قَصيدةٌ
فَمَا كُلُ القَصائدِ ب ” يُوسف “
لَكن بِكُلَ البِلادِ أوكارً للذِئَابْ
وشُعراءٌ
مَهزومُونَ
مُنتصرونَ
مُتَوهمون
يَرفَعوُن عَلامات النَصرِ
بأصَابِعِ من طِينٍ
وإشاراتٍ ضَوئية
لِسياراتٍ باذخةٍ فارهةٍ
فَأيُ شِعرٍ أكتُب لأيِ بِلاد .. ؟
وبِلاديِ خَيمةٌ في مَهبِ غِيابْ
فمَن ذَاَ يَزرعُ الحَقلَ ؟
وَمَن ذَاَ يُضيءُ النَهارَ ؟
وَمَن ذَاَ يُغني بالأُمسِيَاتْ؟
وَمَن ذَاَ يَمسح العُشبَ ؟
وَمَن ذَاَ يُزنر خَاصرةِ النَهرِ
في كُلِ هَذِي الضِيَاع؟
فَلقد جَف نَبعُ الشِعرِ
وَتَاه الوَرقَ والحِبرُ
وَتَبَددتْ الصُورُ
في أكاذيبِ شِعرٍ بالهواءِ
فكُل صِورِ الشِعرُ بَاهتَةٌ
وَكُل مَا يُرَّدد هُرّاء
وَتَظَلُ وَحدها شَجَرةُ الحَياةِ
تَكتُبُ قَصَائداً خَضرَّاء
يُفترشُ ظِلها
في يَقينِ العَرَّاء
عامودا
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي