اجليد وفاء الملقبة( بأم حمزة ) ، شاعرة وزجّالة مغربيّة ، مثال للمرأة الناجحة ، فهي أم ، زوجة ، ربَّة منزل ، كاتبة و شاعرة أيضًا…
أستاذة رياضة ، شاعرة وزجالة (الشعر العامي ) ، عضوة شرفية بجمعية الشباب والطفولة للتنمية ، عضوة بجمعية عبدة للتنمية ، فاعلة جمعوية ، مؤطرة تربوية ،
حاصلة على عدة شواهد وجوائز ، هكذا نحن نعرفكِ شاعرة ناجحة ، مثقفة…
١-كيف تُعرّفين نفسكِ لجمهوركِ الحبيب؟
ج- وفاء الإنسان من مواليد العاصمة المغربية الرباط، زوجة وأم لطفلين، ذات تكوين حقوقي، فاعلة جمعوية، مؤطرة تربوية وهي من النساء اللاتي لايبحثن عن التوهج والإشعاع بقدر ماتبحث عن هوية فنية في سياق ثقافي متحول ومتغير
وفاء الشاعرة: طائر بجناحين، جناح للزجل(الشعر العامي ) ولي فيه إصدار بعنوان **نكول كلمتي **الذي تحدثت فيه عن الألم والجرح والوجع وأعتبرها تجربة ذاتية من الواقع ومن معاناتي ،والجناح الثاني فهو للنثيرة ولي فيه إصدار بعنوان **أغنيات أحفظها عن الملائكة **
وهي تجربة مختلفة، لا من حيث الآليات أو المفاهيم لأنه في النهاية الشعر حالة روحية انصهارية.
٢:ما هي بداية الشاعرة وفاء أم حمزة مع الشعر؟ وماأهم المؤثرات التي أثرت في تكوينها الأدبي ؟
ج-كما يعلم الجميع أنّ الشعر مرآة الروح، والشعر أيضا رسالة ونقل تجارب الحياة التي فيها واقعية وحكمة، وكوني ترعرت في بيئة شعبية يسودها طابع بدوي جعلني أرتوي من لغة الأجداد، فكنت أحضر جلسات الذكر برفقة العائلة دون أن أنسى الحكاواتي الذي كان يسافر بنا إلى عوالم الخيال والمتعة، من هنا يمكنني أن أقول إنني تعلمت الشعر وأنا طفلة، إذ أعتبرني شاعرة بالفطرة قبل أن أصقل هذه الملكة بمتابعة دراستي الابتدائية والإعدادية ثم الثانوية والجامعية، بالإضافة إلى القراءة التي جعلت من “أم حمزة” إنسانة تعشق الكتابة والشعر دون أن أقول عن نفسي شاعرة.
الشعر حالة روحية انصهارية… الشعر اختارني وألح علي في التمظهر والتجلي، إذ انبثق في الشعور فوجدته ينساب في دمي انسياب أنفاس طيبة، فعانقته من حيث عانقني، فاندمجنا وتوحدنا فأصبحت أنا الشعر، والشعر أنا.
٣-يقال : إن القصيدة تكتب الشاعر، ويقال أيضًا إن الشاعر يكتب القصيدة…
فأيهما أم حمزة في علاقتها بقصيدتها، وهل كتبت قصيدتها المشتهاة؟
ج-
القصيدة تكتبني من حيث أكتبها، وغالباً ما أجدني في كنفها أربي المفردات، فأكتب عن خيط الفجر المارق في دم اغترابي، عن شتاء غريب، عن نحلة الشمس والغزالة، وعن ملاك يسكن لغتي… أقول إن علاقتي بالقصيدة تجاوزت مرحلة الكتابة لتصبح اندماجاً كلياً كأنها روح تسعى إلي كما أسعى إليها، فلا يمكنني أن أقول إني كتبت قصيدتي المشتهاة لأنني لو فعلت فلن تكون هناك قصائد أو إبداعات.
٤-هل ترى الشاعرة أم حمزة أن هناك كتابة نسوية وأخرى ذكورية، أم أن الكتابة قد تجعلها أسيرة طقوس نسوية معينة؟
ج-
الشعر يبقى شعرًا، وأنا لا أميز بين كتابة الرجل و كتابة المرأة، أقول… إذا كان الوجدان قابلا للتذكير والتأنيث فمرحبا بالاختلاف، وإذا كان واحدا فلا فرق… الوجدان واحد، والاعتمال واحد، والروح واحدة، وإنما الفرق في الصياغة كما بين رجل ورجل… الكتابة أكبر من هذه التصنيفات، ولا جنس لها.
٥-ماموقفكِ بالنسبة للشعر بين حد رداءة وحد جودة ؟
ج-المشهد الثقافي يتطور باستمرار، فيه السمين كما وفيه الغث، ولكل رواده ومتابعوه، ومن حسن حظنا هناك من يؤمن بقدسية الإبداع ويسعى إلى الابتكار والتجديد ضمن رؤى فنية من شأنها شد انتباه القارئ والارتقاء بذائقته، ووحدهم عشاق الحرف من تقع على عاتقهم مسؤولية حماية الجمال والتمييز بين الجيد و الرديء.
٦- ماهي ظروف الكتابة عند الشاعرة وفاء أم حمزة؟
ج-
أنا لا أحدد القالب الذي تخرج فيه الكتابة، وكوني عشت ظروفاً صحية خاصة جعلتني أترجم واقعي وجعي وألمي، حيث بدأت بالزجل، ومن هنا جاءت “نكول كلمتي” التي هي تعبير عما يخالج الذات، وسفر إلى جبال الروح لإيجاد كلمة تنتصر على المعنى.
٧-لديكِ حسُّ النقد الأدبي ، هل تفكرين بكتابة كتاب نقدي؟
ج-
النقد ليس سهلا وليس حائطا قصيرا ليتسلقه كل من هب ودب، يجب على الناقد أن يكون بإشراف أدباء، يمتلكون مقومات وأساليب التحليل والتفسير والشرح لتذوق النصوص تذوقا صحيحا و ليحكموا لها أو عليها بموضوعية وإنصاف، و أن يكونوا قرّاء ولغويين وفصحاء ومتمكنين.
وأنا وإن كنت أملك الحس النقدي إلا أنني لا أجدني إلا شاعرة تعشق الحروف .
٨- أم ، زوجة ، ربَّة منزل و شاعرة أيضًا…
كيف توفقين بين الحياتين؟
ج-
ليس سهلا أن تجمع المرأة بين هذه التوليفة، لكنها تستطيع وأنا واحدة من النساء اللاتي وفقن في ذلك، ثقتي بنفسي جعلت مني امرأة إيجابية قادرة على العطاء والإبداع سواء أكان ذلك في البيت كزوجة وأم، أو كشاعرة قادرة على الخلق.
٩- للمجتمع دور كبير في حياة الكاتب أو الشاعر ، يُظلم من قِبَل مجتمعه أحيانًا…
هل ظلمكِ مجتمعكِ يومًا ؟
ج-
الظلم له أشكال ودرجات، ومامن من ظلم إلا وله ضحية وأنا كنت ممن ظلمهن المجتمع، فقد ذقت كل أنواع الظلم ومنذ طفولتي، ناهيك عن الظلم الذي تتعرض له المرأة بصفة عامة،لكن هذا الظلم لم يزدني إلا قوة وتشبثا بأحلامي التي لم أتنازل عنها ومن بينها أن أكون شاعرة.
١٠- كنتِ محاورة ناجحة و مبدعة هل لديكِ نصائح للمحاورين ؟
ج-
الإنسان بصفة عامة يحمل قلبه على منديل أبيض لهذا عليه أن يكون أكثر وعيا وخلقا، أن يرتقي بالكلمة وأن يكون الهدف منح الآخرين لغة راقية، وسلوكا يرتقي إلى المستوى الإنساني وإلى ثقافة تجسد الفعل الإنساني بعيدا عن الأنانية والخبث، وأن يكون حرا في الفكر والمبدأ،ويوسع قلبه للحب والسلام.
١١-ما أعمالكِ المنتظرة ؟ و هل تودين إنجاز رواية فيما بعد؟
-ج
كشاعرة أحب أن تكون لي إصدارات عديدة، فأعمالي القادمة بإذن الله ستكون في الزجل والمعرب وربما في الرواية أيضا .
١٢- ما رأيكِ بملتقيات الشعراء العرب التي شاركت بها ؟
وخاصة ملتقى الشعراء العرب الذي أسسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد؟
ج-
الشاعر ناصر رمضان عبدالحميد من الشخصيات الادبية التي نقدرها ونحترمها وندعمها لاستحقاقات عديدة، رجل أعطى ومازال يعطي للساحة الأدبية العربية ، وخير دليل على ذلك هذا الصرح الكبير بأهله ومواده والذي نطل من خلاله لنتعرف على الجميل والجليل، فكل التقدير للشاعر ناصر على جهوده الطيبة والكريمة.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي