فرات إسبر، شاعرة سورية مبدعة، قدمت خمس مجموعات شعرية تعكس رحلتها الإبداعية.
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف أن تحاورها
للتعرف على نتاجها وإبداعها ومسيرتها الأدبية
حاورتها من لبنان
جميلة بندر.
بداية وقبل الحوار هل العامل الجيني له دور في الإبداع والابتكار 1-
أو كما يقول الفلاسفة (الإنسان ابن بيئتة)؟
* – نعم ، أنا أميلُ إلى رأي الفلاسفة ولكن هناك حالات تتجاوز البيئة والمحيط وتكون طفرة في الإبداع والخلق .الإنسان كائنٌ خلاق ومبدع في كل المجالات العلمية والصناعية والأدبية لذلك يظهر نبوغ الإنسان في كل المجالات وقد لا يكون للبيئة أي دور في هذا النبوغ إنما يكون بسبب الموهبة والعبقرية التي ، أختص بها شخص، دون غيره من أهله ومحيطه .
2- ما هي الأوجه البارزة المؤثرة في حياتِكِ قبل بدء مسيرتِكِ الأدبية؟
* – الحقيقة لا يمكن أن أسميها مسيرة إبداعية أو أديبة ، وأنما يمكن أن أطلقَ عليها تجربة صغيرة في الكتابة الابداعية اتمنى أن تلقى ثمارَ نضجها يوما ما . منذ الصغر وأنا أكتب وأرمي بالأوراق ولم اكن افكر اطلاقا بالكتابة لأنني كنتُ محاطة ً بالكتب والكتّاب .
3- كيف كانت الاستقبالية الأولى لمجموعاتِكِ الشعرية “مثل الماء لا يمكن كسرها”؟
* – لقد لاقى الديوان صدىً واسعا ً ومن أهم الاسماء المهمة في عالمنا العربي كتبت عن هذا الديوان من اليمن الدكتور عبد العزيز المقالح إلى بيروت الاستاذ جورج جحا وغيرهم من الاسماء الكبيرة التي أعتز.
4- ما الخصائص التي تميز أسلوبِكِ في كتابة الشعر؟
*- هذا سؤال من الصعب الأجابة عليه ، ويترك للمتلقي والناقد و القارئ ، إبداء الرأي فيه . ولكن حقيقة أقول أنا كل ما أكتبه ُ، أعيشه ُ،أو قد عشته ُ،وأهم شيء في الكتابة هو الشعوربالتجربة ومعايشتها وفهم اللغة التي نكتب بها كل هذا يساعد على بناء أسلوب شعري للشاعر، يعبرُ به عن التجربة التي يسعى إليها .
5- هل كانت هناك محطات مهمة في حياتِكِ تأثرتِ فيها أو تأثرتِ من خلالها في قصائِدكِ؟
*- الشعر في الدرجة الأولى هو خيال وتأمل وموهبة وثقافة . الشعر يحتاج موهبة بالدرجة الأولي ، بعيدا ًعن صدمات الحياة – إما أن تكوني شاعرة أولا تكوني .
الحياة فيها الكثير من المحطات والتجارب التي تعمق روح الإنسان ووعيه ُ وتجربته وتوسعُ فهمه للحياة وما فيها من نجاحات وأخفاقات . التجارب تجعلنا نفهم الحياة وإذا كنا شعراء ، تعطينا الشعروالتأمل والعمق في التعبير .
6- كيف تطورت وتغيرت مواضيع قصائِدكِ عبر المجموعات الشعرية المختلفة لا سيما مجموعتي “خدعة الغامض” و”زهرة الجبال العارية” ؟
* – بالنسبة لي ،من المجموعة الأولى “مثل الماء لا يمكن كسرها ” إلى مجموعة ” تحت شجرة بوذا ” وهي الخامسة لي ، أشعر بانها نفسٌ واحدٌ من القصيدة الأولى إلى المجموعة الأخيرة . قصائدي هي حياتي بكل تقلباتها من وعي وفكر وثقافة ومعرفة وتجارب حياتية ،تجسدت في تجربة شعرية لاقت وأتمنى أن تلقى رواجا ًواهتماما من القارئ المحب للشعر .
7- هو المدى الثقافي والأجتماعي الذي ينعكس في شعرِكِ ؟
*- هذا أيضا يترك للقارئ المحب . ولكن أقول ببساطة عن شعري بأنه تجربة إنسانية قبل أي شيء . أتمنى أن تلامس هذه التجربة قلب وعقل كل من يطلع عليها وأن يقول : حقاً إنها شاعرة وهذا يكفيني.
8- ما هي الرسالة أو الموضوع الرئيسي الذي نقلته في مجموعتك “مثل الماء لا يمكن كسرها”؟
*- كانت التجربة الأولى في طبع الكتب ، وكما ذكرت لاقت اِهتماما ً من اسماء مهمة في النقد وبالنسبة لي هي تجربتي البدائية البكر ، كنت دائما حريصة على ابقاء كل شي كُتب فيها بالوعي أو اللاوعي وحتى يمكن أن أقول َ عنها إنها تراب ٌ مجبولٌ بالماء والتعب و إلى اليوم أرى فيها شخصيتي التي هي فعلا ” مثل الماء لا يمكن كسرها ” . أرمم ذاتي المعطوبة بالشعر، الذي يبهجني أنا اولاً ويداويني .
وكما قال هوميروس : ان الشعر يداوي الإنسان من الأمراض ” وأنا أؤمن بهذ ا القول كثيرا.
9- كيف اُستقبلت مجموعتك “نزهة بين السماء والأرض” التي صدرت في 2011؟
*- لكل مجموعة صداها وأثرها ومحبيها ، وأنا أرى فيها نفسي ، أكثرعمقاً ونضجا ً في فهم ذاتي والعالم والشعر.
_10- هل هناك تأثيرات أدبية أو ثقافية وراء اختيارك لعناوين مجموعاتك الشعرية؟
* – سؤال جميل ومهم . شكرا لك . جميع دواويني عنونتها من قصائد موجودة في كل مجموعة. أنا أومن بالتلاحم الذي يمكن أن أطلق عليه التلاحم الروحي والشعري بين القصيدة وبين عنوان الديوان وبابهِ
أنا أعتبر العنوان هو باب ٌ إلى بيت ِ القصيد . كل عنوان في مجموعاتي الخمس تجدين عنوان كل غلاف ، قصيدة ً بين أخواتها من النصوص.
11- كيف نظر النقاد مع أحدث مجموعة لك “تحت شجرة بوذا”؟
*- مجموعتي الشعرية” تحت شجرة بوذا” كان الاحتفاء بها مختلفا إذ كل مجموعاتي السابقة طبعتها وأنا بعيدة عن سورية ولكن صادف أن زرت سورية بعد فراق طويل وطبعت المجموعة وأنا في سورية وقمت بحفل توقيع برعاية وزارة الثقافة في المركز الثقافي العربي في مدينة جبلة وقد نشر خبر صدورها في جميع الصحف السورية ووكالة سانا للانباء وهي الأولى في سورية وحتى نسبة الحضور كانت مختلفة ، وبودي هنا أن أذكرهنا رأي مدير المركز الثقافي العربي في مدينة جبلة إذ قال لي بصراحة: ” منذ سنوات طويلة لم يحظى المركز بمثل هذا الحضور” هذا التصريح بمثابة شهادة لي .
والأجمل ما في الموضوع هو حضور صاحب لوحة الغلاف الفنان السوري الكبير” سموقان اسعد ” والذي تُعرض له لوحات حالياً في باريس وهذا الحضور شكل معنى جميلا لعلاقة الفن بالشعر ومعناه .
سموقان من الأسماء السورية المهمة والذي له بصمه خاصة تميزه في فنه وايضا قمنا بتوقيع ثان ٍ للمجموعة بدعوة كريمة من الفنان سموقان في مرسمه والذي هو أيضا صالة عرض للفن وكان الحضور متميزا من شعراء وشاعرات وكتّاب.
12 – هل غيرت أحداث سوريا منذ ٢٠١١
من تفكيرك ومن ثم في إبداعك؟
* – بالطبع الحرب تغّير كل شيء ، تغير وجه الوطن والأصدقاء والعالم المحيط .
الحرب خلقت الكراهية والعنف وما مرَّ على سورية دمر فيها البنى التحتية والثقافية وفرق بين الناس ، بين الأخ وأخيه ولكن الإنسان السّوري خلاقٌ وعظيم ، أبن الأبجدية ،نهض وسينهض من جديد كطائر الفينيق.
13- ما رأيك في ملتقى الشعراء العرب الذي أسسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ومجلة أزهار الحرف؟
* – أشكر الأستاذ ناصر رمضان على هذه الفرصة والحوار فيما بيننا .
أنا منذ طويل أتابع المجلة وحواراتها المهمة مع شعراء وشاعرات وكتاب عرب وأيضا المطبوعات وهذا عمل مهم لخدمة الأدب والثقافة .
14- الإبداع عملية فيزيائية فما الذي يميز شاعر عن شاعر؟
* – اللغة هي التي تميز بين شاعر وشاعر ، وبنية النص أيضا والفكرة المطروحة . لكل شاعر هوية وبصمة ومن هنا يكون أو لا يكون بهذه البصمة .
فعلى سبيل المثال من الممكن أن تقرأي نصا ً غير معنون باسم أي شاعر أو شاعرة ولكنك بحاستك الفنية ومعرفتك تقولين هذا النص للشاعر الفلاني أو الشاعرة الفلانية .
ومن هنا تكون البصمة وكما ذكرت أنت ِ اللغة.
15- هل ما زالت سورية بخير (إبداعيا)
*- نعم ما زالت سورية بخير، وأتمنى أن تبقى بخير والإنسان السوري والعربي بشكل عام إنسان مبدع ويستحق الحياة الجميلة الهانئة .
شكرا جزيلا لك استاذة جميلة على اسئلتك المهمة والتي فتحت لي أفقا مغايرا في لغة الحوار .
حاورتها من لبنان
جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي