ناصر رمضان عبد الحميد …
جهبذ من جهابذة الشعر والأدب وأسم لمع في عالم الثقافة وعلم من أعلامها أديب وناقد ومفكر ، شاعر من الوزن الثقيل الراقي وأيقونة في الشعر بل موسوعة بحد ذاته .
شغرٌ كنهر النيل ومنارة في سرداب الشعر..
لم يحالفني الحظ بزيارة مصر العروبة ولكني عرفتها من خلاله رأيتها بكل جمالها وتفاصيلها واهراماتها ونيلها وشعبها فهو اختصرها كلها بشخصيته .
الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ،انسان بكل ما للكلمة من معنى ،جميل الأخلاق نبيل فهو كإسمه ناصرا للشعر والأدب كريم سخي متواضع ،عزيز النفس ، قمة في العطاء شامخ كإهرامات مصر العظيمة ،صديقا صدوقا …
حوت موسوعته على ما يقارب السبعين مؤلفا تدور حول الشعر والنقد والخطابات والحوارات المكتوبة او التي تجري عبر البث المباشر فهو يحرص على توثيقها في دواوين حفاظا عليها من الضياع ..
فأنا كنت ممن حالفهم الحظ
إذ قدم بنفسه وزين كتبي الأربعة بأبجديته العنقاء الراقية …
عند تصفحك لكتبه لا يمكن أن تمر عليها مرور الكرام بل تجذبك بكل تفاصيلها غلافا عنوانا ومحتوى وكل واحد منها له نكهته الخاصة . سأذكر القليل منها والتي شرفني باهدائها لي مشكورا وهي نزيف الغربة ، موسيقى التجلي، الشاعر مثقفا ،أقلام وأوهام، موسوعة القصة القصيرة بأجزائها الثلاثة ،ومضات ،وما صدر له حديثا والكثير الكثير ..
فهو يصر على أن الشاعر يجب أن يكون مثقفا وبيّن ذلك جليا في كتابه الشاعر مثقفا ..اسمعه يقول :
الشاعر مثقفا ليدرك مفهوم الشعر قبل أن يصبح ناظما .والشعر بنظره يمثل رافدا من روافد الثقافة العربية بل هو منها بمنزلة الروح للجسد .
وحين تدخل من أبواب نزيف الغربة ترى ملكا متربعا على عرش الكلمة بإحساس مرهف جمع بين الحب والحلم والشموخ والإخلاص
فهو يحلم بأن العالم صار سعيدا لانه هذا ما يتمناه رغم الواقع المغاير ..وقصيدة امي التي تلامس لباب الروح
اسمع قوله:
يامن على سطري أرق من الندى
وأعز من همس الضحى بفلاتي
آلله على كمية الحب
ثم يقول
ونطقت باسمك ذاكرا
فاخضوضرت بين الربا أبياتي
وهنا فاض شلال برّه لوالدته وغمر روابي القصيد..وهناك أيضا حب يوازي حبه لأمه وهو حبه لأمه الثانية مصر فهو في قصيدة رأسي عالية
سيفديها بدمائه الذاكية ويتمنى لها أن تبقى شامخة عزيزة وشماء وسيظل مثلها مرفوع الرأس عاليا وهذا عزة نفس واصالة انتماء..
وأيضا حبه واخلاصه لزوجته أزهار بقصيدة ماتعة لقوله :
وإن ضاقت بي الفصحى
فمنك تفيض انهاري
وإن أرخيت قافيتي
فهمسك صوت قيثاري..
جميل جدا لقد أبدع الشاعر في ١٧ نصا و١٥ ومضة من أجمل ما قرأت ..
بالانتقال إلى ديوان (قالت لي أمي)
فهنا الإبداع تجلى بأبهى حلله تشعر وكأنك في حديقة مزركشة بكل ألوان الورود كل وردة حديقة بحد ذاتها ..
نقل لنا الاستاذ ناصر نصائح امه التي تستوطن عقله وقلبه بطريقة شعرية رائعة وسلسة وسهلة وإبداع قل مثيله ،يا لها من سيمفونية راقية وحوار بين أم وابنها فهي تسدي اليه النصائح على انواعها لم ينسى منها شيئا وهو يشكي اليها قلة الحب في هذا العالم وكيف لا والام هي السند والحضن الدافئ ومصدر الأمان والطمأنينة فهي حين تغيب يصبح العالم أشبه بغابة جرداء باردة وعبّر عن ذلك بقوله
يا أمي والعالم من حولي
لا يعرف معنى الحب . وكذلك قرأت الشوق القاتل لأمه رحمها الله وحنينه إلى خبز امه وكفي أمه وروح امه ودفء حضنها .
قصائد هاجت معها المآقي والمقل وتفتحت جروحات نائمة …
من يتصفح دواوين الاستاذ ناصر رمضان عبد الحميد يرى نفسه أمام أيقونة تسبح في فضاء الثقافة والإبداع وكيف لا وهو سيد الكلمة بامتياز ..
في النهاية أبارك لصديقي المبدع موسوعته الأدبية والثقافية وأتمنى له دوام التألق والإبداع والمزيد من النجاحات والعطاءات . .
ليلى بيز المشغرية
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي