هل. الشعر ابن بيئته فعلا؟
يزعم بعض النقاد الراسخين. انهم يعرفون وطن الشاعر من خلال نصه. لان الشعر ابن بيئته ولابد من ان. تظهر ملامح هذه البيئة على النص مهما حاول الشاعر اخفاءها !!
فالشعر العراقي مثلا يتميز بالشجن الكربلائي. العريق والتفجع العميق. وفيه جزالة. وعرامة. وصلابة ايضا. تعكس. طبع. العراقيين المعروف !!
وخير من يمثل. هذا الشعر هو. عبد الرزاق عبد الواحد
اما الشعر الشامي فلابد ان. تفوح منه. رائحة الياسمين الدمشقي والرقة والشفافية والنعومة وحسن الديباجة. التي. عرفت عن اهل الشام منذ القدم
وخير من يمثلهم. نزار قباني
اما الشعر اللبناني ففيه خضرة الارز وشموخه. وخياله الخصيب وانفتاحه على الاخر وصوره الفنية. الجديدة. والمبتكرة وخير من يمثل هذا الشعر
خليل مطران. رغم انه عاش في مصر. فترة طويلة. والاخطل الصغيى. بشارة الخوري وكذلك الشاعر القرو ي رشيد سليم الخوري
اما الشعر الفلسطيني ففيه وضوح الرؤية واستقامة العبارة. وحدتها. وفيه روح التحدي المبثوثة في اكثر النصوص والاهتمام. بالمضمون. اكثر من الشكل مع بعض الاستثناءات لدى محمود درويش. وغيره من شعراء الحداثة الفلسطينين
وخير من يمثل هذا الشعر. عبد الكريم. الكرمي. ابو سلمى. وهارون هاشم. رشيد وفدوى طوقان ايضا
اما الشعر المصري فهو يتنفس النيل. والاهرامات وعراقة. التاريخ والاستقرار الفكري. والعاطفي الذي ينعكس في قصائد شعر واثق من نفسه. مطمئن. الى تقاليده العريقة. الراسخة والممثلون لهذا الشعر كثر. ولكن ابرزهم في نظري هو احمد شوقي وعلي محمود طه وشاعر النخيل. محمود حسن اسماعيل والبارودي.وغيرهم كثير ايضا
وقل هكذا في الشعر الموريتاني. الذي. تلفحك منه حرارة. شمس. الصحراء.. والتوق. الغارم. الى الانطلاق. الى. الخضرة. والماء. والاستقرار الروحي. والوجداني. ويعكس. قسوة الصحراء. وعنادها. ومعاناة الانسان. فيها. وهو دائم. البحث. عن. الحياة الافضل كل ذلك على اجنحة من. الخيال المحلق دائما
والشعر. السوداني. لايختلف. كثيرا. عن.اخيه الشعر الموريتاني. في. الملامح العامة واعتذر لبقية البلدان العربية لانني. لم احط بكل موروثها الشعري علما
اذن لكل بلد خصائصه الشعرية رغم التقاء الشعر العربي في. الكثير من الملامح. لان. القضايا الكبرى واحدة
ولا ادري من القائل. قديما. هذا شعر حجازي. اذا وصل العراق. برد. !؟
اريد ان اخلص الئ القول ان الشعر ابن بيئته
وإن عالمية الشعر وانتشاره تكمن في الاخلاص لهذه البيئة واكتشاف كنوزها دون افتعال او تعصب ثم القدرة على تناولها فنيا وابداعيا
لتتاكد المقولة. ” إن الشعر ابن. بيئته ولا تنتظر منه. اكثر مما تسمح به. هذه البيئة”
مهما رفدت هذا الشعر من روافد الاطلاع على الاداب الاخرى او السفر او تلاقح الثقافات. او غيرها
فان بيئة الشاعر تابى الا ان تضع بصمتها الواضحه على تصه
هذا والله اعلم والقضية مطروحة للنقاش
محمود مفلح
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي