غطست في الماء ، و سبحت خلف القارب بخفّة ، و الصيّاد لا يزال يوغل في البحر أكثر فأكثر، إلى أن وصل إلى مكانه المنشود ، فرمى شبكته و جلس ينتظر . و مرّت ساعات و هو يجلس على سطح القارب ، تلفح وجهه أشعّة الشمس اللاهبة ، إلى أن حان وقت إخراج الشبكة من الماء . وهنا علمت درّة أنّ الوقت قد حان ، فأسرعت و دخلت إليها لتبدو و كأنّها عالقة داخلها. بدأ الرجل يسحب شبكته بما أوتي من قوّة ، و لمّا وجدها ثقيلة راح يحدّث نفسه : “أشكرك و أحمدك يا الله. يبدو أنّ الصيد اليوم وفير كالأمس.” و لكنّه لم يلبث أن انتفض مذعورا عندما رأى درّة أمامه، و لكنّه حاول أن يتمالك نفسه . ولمّا هدأ روعه سألها : “هل أنت حوريّة ؟ حوريّة حقيقيّة؟ كنت أظنّ أنّ الحوريّات غير موجودات سوى في القصص الخياليّة .” قالها وهو ينظر إليها و هي تتقلّب و كأنّها تحاول أن تفلت نفسها من الشبكة. فردّت عليه و هي تتصنّع الخوف :”أجل أنا حوريّة حقيقيّة. أرجوك لا تخرجني من الماء . فإن أخرجتني سأموت . خلّصني من الشبكة ، و دعني أذهب، و أنا سأكافئك مكافأة كبيرة . سوف أعطيك ما تتمنّى من المال والذهب، ممّا يغنيك عمّا أنت فيه من العمل والتعب .
يا روحا وريحانا مهداة إلى زوجي الحاج حسين بيز في ذكراه الثانية /ليلى بيز المشغرية
عامانِ ومَرَّاوكأنَّ الأمسَ ما كاناكيفَ لروحِكَ أنْ تَغيبَيا روحاً وريحانا؟يا ساكناً نبضَ الفؤادِ وما بهِ،فالْهَجْرُ أضناهُ، والشوقُ أضنانا
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي