خاطرة
بقلم سحر الرشيد
أَعدْ لِي الصّورة
رسمتُ صورةً لكَ، أنظر يال جملها!
براقة، ناصعة، خطوطها نطقت بعزٍ، بمجدٍ، بشهامةٍ.
رسمتها كأنّي لَم أرسمْ قبلها، ولن أرسمَ بعدها.
إطارها ذهبي، محتواها زمرد وياقوت، ضمنتُها كلّ شيءٍ جميل حتّى تلكَ الملابس المميزة، والقلم والنظارة.
ناطقة، ناطقة بكلّ حرفٍ جميل قد قلتهُ.
رسمتها يومَ وصفتني بالنجمة اللامعة.
أجبتكَ بغرورِ طفلة متمردة:
لا، أنا لستُ بنجمة لامعة، بل؛ (أنا الشّمس السّاطعة).
كَرْكَرتُ الضحكة وقلتُ:
عذراً يا شمسنا الساطعة غلبتني بالوصف واللغة.
ويحكَ، على رسلكَ ماذا تفعل؟!!
لِمَ تضيف الخطوط الموحشة للصورة؟!
توقف، توقف، أستصرخكَ بالحقّ عليكَ أن تتوقفَ، اتركها بجمالها.
- لا، دعيني أُضيف لها بعضَ الخطوط لترينَ الحقيقة ظاهرة.
- ظننتُ أنّ الحقيقةَ بما رسمتَ، وأعشقها هكذا.
آه لقد تشوهت ملامح الصورة، لَمْ أعد أرى ذاكَ البريق والجمال؛ لقد رسمتها بألوانِ طيفِ سماء صافية بعدَ عاصفةٍ هائجة.
أرجوكَ أعد لي الصورة لعلي أُصلحها وأعيد تعبيراتها الأولى.. رباهُ لقد تماديت!!!
هل أصابك المس والخرف؟!
لِمَ تعطي الصورة لأيدي ملوثة قذرة حاقدة حاسدة، ضاع الجمال والذهب والزمرد والياقوت، وتلوثت بالقاذورات، بل خرمت الصورة.
دعني أسكب عليها الدموع لعلها تغسلها بصدقِ مشاعري نحو تلكَ الصورة، وتزيلُ ذاكَ التشويهَ الحاقد، وتعود بالبريق لصفتها الأولى.
- كفي الدموع أيّتها الطفلة المتمردة؛ بغزارةِ دموعكِ غسلتي كلّ شيءٍ، واعلمي ما هي سوى صفحة مخرومة مشوهة.
- يكفي أني احتفظتُ بالصورةِ اللامعة في ذاكرة قلبي المخلص لها.
May 13/2024 سحر الرشيد/فانكوفر كندا
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي