مساؤكم عاطر. أرقى تحيّاتِ التّقديرِ والمحبّة أنقلُها إليكم منّي ومن ملتقى الشّعراء العرب بشخص رئيسِه النّاقد والشّاعر المصريّ الأستاذ ناصر رمضان عبد الحميد ومن زملائي وزميلاتي في الملتقى. أهلا بكم.
مَن يعرفْ عبير شخصيًّا يشعرْ بعبير روحِها وعفويَّتِها يفوحُ في كلماتِها.
تنقّلَتْ عبير في الجزءِ الأوّلِ من ثلاثِيّتِها بينَ حدائقِ المفكّرينَ والصّوفيّينَ، وقطفَتْ بعضًا من ورودِهم ثمّ جعلَتْها تتفتّحُ من جديدٍ بكلماتٍ بسيطةٍ بعيدةٍ عن التّكلّفِ، عميقةٍ بعيدةٍ عن التّعقيد.
ومضَتْ في الجزأيْنِ الثّاني والثّالث تجني ما زرعَتْهُ من أفكارِ الكبارِ في حديقتِها فكانَ الحَصادُ واحةً غنّاءَ مزدانةً بأجملِ القصائدِ والأفكارِ والومضات، يميّزُها إحساسٌ بالانصهارِ معَ الوحدةِ الإلهيّةِ والكونيّة.
تنقّلَتْ عبير بينَ الصّفحاتِ في ثلاثيّةِ القولِ والمَقالِ والشّعر، فأخذَتْنا إلى زمنِ الصّوفيّةِ في زمنِ المادّة وإلى الهدوءِ في زمن الضّوضاء. ويحارُ القارئُ فيها: أهيَ سبيلٌ للوصولِ إلى الله أو هي روحٌ إلهيّةٌ تقمّصَتْ جسدَ الكلمات؟!
عندما يسكنُ الإلهُ كلماتِنا تصبحُ ملائكةً تحرسُنا وتوصِلُنا إلى المحبّة. وما غيرُ المحبّةِ طريقُنا إلى الصّفاء؟!
تصفو الرّوحُ فتتماهى مع كلّ شيءٍ، معَ المخلوقاتِ كما الخالِق، لترتقيَ السّلامَ الدّاخليَّ نحو اللّامكانِ واللّازمان فتتوحّدَ معَ النّورِ الكُلّيِّ في فضاءاتٍ لا محدودةٍ حيثُ تُسقِطُ الأقنعةَ وتتعرّى من كلِّ شوائِبها وتتلاشى منها كلُّ المشاعرِ إلّا مشاعرَ الحبِّ الخالِصِ الّذي يبقى عنوانًا للحقِّ والخيرِ والجمال.
وهنا أستشهدُ ببعضِ ما قالَه رئيسُ الملتقى ناصر رمضان عبد الحميد في عبير و”ثلاثيّة عشق”:
“تتجلّى عبير وتتمايلُ على إيقاعِ موسيقاها العذبةِ وتمتحُ من بئرِ الأدبِ، ترى العالمَ من زاويةِ الحبِّ. والحبُّ صفاءٌ في النّفسِ ولَطافةٌ في الحسّ. الحبُّ يجعلُ المُحِبَّ يرقصُ طربًا على نغماتِ لحنِهِ الوثيرِ والأثير. في مرحلةٍ ما منَ الزّمنِ يتغيّرُ فكرُ الإنسانِ ويصبحُ قادرًا على معرفةِ ما وراء المحسوساتِ ويرى العالمَ برؤيةٍ مختلفةٍ عمّا كان يراها، وقد يدفعُهُ ذلك إلى حبِّ التّغييرِ أو التّعبيرِ عنِ الحالةِ النّفسيّةِ الّتي يحياها ويريدُ أنْ يشاركَها معَ مَن يحبّ، يشعرُ بالحنينِ إلى الرّوحِ والبَوح، ويريدُ أن يتجلّى بعدَ أن يتخلّى ويتحلّى، شعارُه بَشَر ولا بَشَر. وحالة العشق جعلتها تتوهّج إبداعًا ونغمًا رغبةً منها في إشعال نار الحبّ لتُدخِلَنا معها إلى حدائقِها وإلى حدائقِ العشق ومدينة المحبّين؛ هذه المدينةُ طُرُقها ذِكْرٌ وسماؤها شعرٌ وفي كلّ ركن من أركانها طُهْرٌ”.
زميلتي في الملتقى والنّادي والعمل وصديقتي في دروب الأيّام،
هنيئًا للعشقِ بعبيرِهِ وهنيئًا لنا بعبيرِ العشقِ الّذي يعبقُ من بينِ صفحاتِ ثلاثيّتِك.
مباركٌ إصدارُكِ هذا وإلى المزيدِ من التّألّقِ والنّجاحِ.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي