(نسرين الحسين)
الفن هو عنوانٌ للجمال، هو وسيله راحة لمن يهواه و يُتقنه، فما أجمل التعبير عما بداخلنا عن طريق الرسم و الألوان
فمِن قلب سوريا تُطل علينا فنانة تشكيليه متميزه، استطاعت ان تُصّور الواقع الذي نعيشه في صورةِ رموزٍ و خطوطٍ ممزوجة بالألوان البديعة
ارادت التعبير بشتى ألوان الفنون، فمِن الفن التشكيلي لكتابة الشعر المُغنّي و القصائد النثريه بالاضافة الي تأليف القصص
بل و استطاعت ان تُضيف التفرّد و التمّيز الي مشوارها الفني عن طريق تصميم الاكسسوارات و الاهتمام بالاعمال اليدويه ايضا
إنها الفنانة الدمشقية الجميلة (نسرين الحسين), و من هنا كان لمجلة أزهار الحرف حوارٌ معاها لنغوص في عالمها الفني و الادبي. حاورتها من مصر (مي خالد)
1) كونك فنانة تشكيلية، ما الذي يُميز الفن التشكيلي من وجهة نظرك؟
هو حالة متطورة للفن الفطري الذي بدأ مع وجود البشر وأدواتها في التعبير عن واقعهم ومعاناتهم وعراكهم مع الزمن يوثّق الحدث بأمانة ويخلق تحدّيات وفلسفات مختلفة
هو حالة خلق وإبداع بكافة الجوانب الإجتماعية والسياسية والى ما هنالك و يضيء على الواقع ويصنع صوراً جمالية ستصبح رسالته الحقيقية
2) أخبرينا عن تجربتك المُتفردة في مجال التدوير و عن اهم الاعمال التي قُمتي بإعاده تصنيعها؟ و صِفي لنا مدي اهميه التدوير بالنسبه للبيئة من واقع تجربتك ؟
التدوير حرفة جميلة ومهمة لكونها تهتم بإعادة خلق جديدة ومفيدة للمواد الآيلة للتلف او التي لم تعد صالحة للاستعمال وجعلها مادة تخدم حياتنا وذائقتنا إن كان في صنع الحلي أو الاكسسوارات او بناء لوحات بصياغة جديدة وهي فعلا تخدم البيئة وتحميها من أبخرة سامة وخاصة عند حرق هذه التوالف…..وتكريرها لتصبح نفعية
من اهم الاشياء التي قمت بتدويرها هي الأقمشة والخيوط وعمل اكياس قماشية واكسسوارات ولوحات من الأقمشة
3) من فنانة تشكيليه الي أديبه و عضو في مُلتقى القصة القصيره، فأخبرينا متي بدأ شغفك في الكتابه؟ و حدثينا عن اهم اعمالك في مجال كتابه القصة القصيره؟
في طفولتي والمشاهد المحيطة بي وحالة المد والجزر بين الواقع والخيال
فتاة حالمة أصنع القصص في مخيلتي واكتبها
حيث كانت مرافقة والدي وهو المهتم بالادب والفكر وحواراته التي غذّت رؤيتي
كنت ارسم القصص وذلك عبر شخصيات كرتونية واكتب سيناريو بسيط وهي لعبتي المفضلة حتى أخذت منحى في حياتي لجعل كل مشهد قصة
/قصة قصيرة جداً/
انعتاق
كلّما دفن جثّةً…كتم سرّاً
الفتاة التي يسكن البحر عينيها احتفظت بكلّ أسراره في زجاجة عطرها
رائحة الجثث وأسماء جلّاديها نخرَت جسدها
توفّي أبوها حفّار القبور….
رشّتِ الأرض بالعطرِ ذاتِه……فبرعم ياسمينها
………
إكسير
حدّقت طويلاً في مقبض الباب
شبحُ الموت يقترب أكثر فأكثر
خيّم السكونُ في غرفة الإنتظار سبع ساعات!!!!
يخرج الطبيب: إنّ القلب الذي تعزف فيه الكمنجات وتسكن فيه القوافي لايشيخ.
4) لماذا فضلت الشعر المغنّى عن الشعر العادي؟ فمن وجهة نظرك ما الفرق بينهما؟ و هل اصبح الشعر المغنّى يطغى علي الشعر التقليدي في عصرنا هذا؟
الشعر المغنّى هو أقرب إلى روحي وخاصة أنني اغنيه وانا اكتبه وهذا يذهب لإيقاع موسيقي فطري داخلي
برأيي الفرق دائما ليس في أنواع الشعر ف لكلٍ جماله ومناخه ومتلقيه لكن يبقى الفرق في الدهشة والمنعكس الجمالي الذي يتركه أي نوع من الشعر….
هل لي بعرّافةٍ تتقنُ الحبّ كما الكذب
تقرأُ فنجاني كعينيّ
تخبرني بكلّ الذي لاأعرفه
بكلّ الحروف التي رسمتها قهوتي
ولم تُرسَل يوماً إليّ
تخبرني أن ّ الصّدفةَ حمقاء
وأنّها وشم آلهةِ الغياب….
في ممرّات هذا القلب……
……………………
بقدمين عاريتين….
وجسدٍ يتطاولُ أكثر
يعني انحناءاته حين انسدالِ
الحرير المخمّر…..
يتراقص كدميةٍ ثملة
حتى تتوالد بين الذراعين القمحيتين
بداية التكوين…..
………………
هذا شيء مغنّى
متل وشوشة ولد
بإدن الريح
والرّيح ماعندا سرار
ويا سرارهن صارت بلد
مزنّرة بكومة خبار
عبيمرقوا زوّار
ببلادهن زوّار !!!!!!!
حكاية وجع صاروا
لا الرّيح كتمت سرارهن
ولا هن عرفوا …..
يرجعوا صغار
…………….
ياريت ظلّ…… الحلم جدّولة/ي
وعكتفي أفرداااا
اسمع حكاية
قبل مايغفى الصّدى
أعمل من الزّهر تيجان
اتخيل حالي أميرة
تـ يقلّي الشب الحلو
بحبك……..
وعمهلو بهالفضا
يرددااااا
…………..
5) بإعتبارك خبيره في الأعمال اليدوية و قُمت الإشتراك في العديد من المعارض للأعمال اليدوية، في رأيك هل مازالت الأعمال اليدوية تتمتع بالاهتمام و القيمة الكافية في عصرنا هذا؟
لطالما العالم متجدد وفي بحث دائم عن فن يلائم واقعه يبقى العمل اليدوي الاكثر قرباً إلى الروح والسموّ الإنساني لانه جسر عبور بين الجسد والروح
وفي وجود آلات حديثة وسريعة أّهمل اليدوي وأصبح أغلى ثمنا فتوجه العالم للصناعات الجاهزة
وهذا أفقد الفن محتواه فأنا أشعر ثمة عودة للعمل اليدوي لخلق شغف انساني ومستمر
وخاصة في زمن الحرب يصبح ملجأ مادياً ونفسياً والحل لكثير من الأزمات وخاصة عند النساء اللواتي فقدن مصدر رزقهن ……
6) ماذا تقدمين من نصائح لهؤلاء الموهوبين في الرسم الذين يُصابوا بما يسمونها ب Art block ؟
انا لاأقدّم النصائح بل التجربة ….هذا الفقد للشغف والذي صنّف كمرض للفنانين وخاصة هذا العصر لدخول التكنولوجيا والتي أبعدت الفنان عن الطبيعة و حرية الخيال وجعله آلة تخدم مصالح تسويقية وكثير من الاستراتيجيات…..
النصيحة لنا جميعا كفنانين هي التحرر من الضغط والتكرار والتجريح الشخصي في النقد
العودة لذاتنا كي نكون حقيقيين أولاً مع أنفسنا وإيصال رسالتنا بشكل حر وجميل
7) ما رأيك في المُلتقيات الأدبيه و خصوصا مُلتقي الشعراء العرب؟ و اخبرينا عن علاقتك بالشاعر ناصر رمضان رئيس الملتقى؟
الملتقيات هي مصبّ الروافد الأدبية وتربة خصبة للشفاء من زحام ما نحن فيه من هبوط وتراجع ادبي موسيقي وفكري
انا شخصياً مع إبداء الراي الحر والجريء وإغناء الواحات الأدبية بكل جديد لتواكب التطور بكل جمال وفن صاعد نحو السماء لا العكس
وملتقى الشعراء هو مثال حق على ذلك وبالطبع يُترك للمتلقي دائماً وجهة نظره ….
أنا اشكر الدعوة الجميلة للملتقى والقناة وطبعاً أي لقاء بين الأشخاص المهتمين لصناعة الأفضل وتقديم الفكر والمعرفة هو لقاء مثمر
الشاعر الأديب ناصر رمضان وجه اجتماعي فكري رائع
كل الأمنيات لكما بأهم الصروح وشكراً بحجم مودتي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي