قصص رياض داخل
المُؤنسنة وأسئلتها وعلاقات الحضور والحوار
مؤيد عليوي
أولا : فن الأنسنة والاسئلة المضمرة في قصة ” نعل ” من مجموعة قصص ” دعابل “
إن الكتابة عن أشياء قد تبدو لك تافهة من الواقع اليومي، لكن ليس من السهل الكتابة عنها للخوض في أنسنتها وأنسنة الموجودات حولها وجعلها كائن حي يتكلم ويحسُّ ويدخل حوارا مع مجاوره منها كما في القصة قصيرة ” نعل ” التي هي قصيرة بما يسع المكان لنشرها ولغرض تعميم الفائدة في تناول النقدي الادبي لها فلابّد مِن نشرها:
((قصة ” نعل “
الآن أنا مرمي قرب كيس أسود، حطَّ إلى جواري هارباً من أرز الحصة التموينية…
قال لي: ما هي قصتك، أرجوك؟ حدثني كي أنسى وضعي المرعب.
قلت له: سأسليك قليلاً، اسمع قصتي:
كنت فيما مضى سواراً في يد فتاة جميلة جداً، ومن عائلة تتضور جوعاً ليلاً ونهاراً، كنت سعيداً وأنا أطوّق معصمها وأتلذذ بحرارة يدها، وأستمتع بحديثها عن حبيبها جواد الذي كان يضغط عليَّ كلما لامس شفتيها بلسانه القذر، حينما تزوج منها، رمتني وأبدلتني بالذهب الذي أهداه إياها عمها.
ثم التقطني أحد جامعي الخردة والمواد العتيقة، ومن عربته إلى معمل التدوير، وفي المحرقة انتظرت مصيري طويلاً. ولما أنزلوني إلى نار ذات لهب أصبحت ماءً أسود، أحرقوني مع كميات البلاستيك وجميعنا نصرخ في الانتظار… ننتظر، تحولنا إلى جماد آخر، لقد اختاروا مائي لأكون نعلاً أسود، كم تمنيت حينها لو اشترتني تلك الفاتنة.
صدر الأمر وأرسلوني إلى السوق ثم اشتراني إمام جامع ومن العجائب أنّ جواد سرقني، وعدت إلى بيت فتاتي الحسناء، لم أفرح كثيراً، لأن جواد تزوج منها وبعدما كنت سواراً في يديها، أصبحت نعلاً يضرب بي على وجهها كلما عاد سكران.))
هل تخيلت السطر الاول منها بأسلوب صوت المتكلم لتجد أن المتكلم فيما بعد هو ( نعل ) هذا الانسنة له وهو ينقل معاناة مجتمع فقير بإحساس مرهف عبر أسلوب صوت المتكلم فلا توجد تفاصيل المجتمع الفقير لأنها امامك يوميا عندما تتحرك إلى عملك أو مقهاك المفضلة عصرا ، من عامل النظافة وأصحاب التكتك وباعة متجولين ومتسولين، وسائقي سيارات الكيكة المتعبة جدا جميعهم لهم بنات تلبس سوار من البلاستك ،قد تكون هذه الأشياء تافهة في بنية التفكير المشغول بغير يوميات المجتمع البسيط أو الفقير أو مَن هم على هامش الحياة، إلا المبدع الذي تمر أمامه هذه الصور اليومية فيلتقطها ويحولها لبناء سردي انساني كما فعل القاص رياض داخل إذ هذه المجاميع البشرية الفقيرة على سطح الكرة الأرضية منتشرة في كل دولة ووطن فالنص القصصي هذا محمل بفلسفة الواقع الإنساني خلف سطوره، ابعد من المكان العراقي وان كان نسقه الظاهر عراقيا من خلال المؤلف ، فجميع البشر من أبناء ادم وحواء يستعملون الاكياس وجميعهم ينتعل النعل العادي (معاد أو اقل منه وربما بعض فقراء الهند لا يملك أن ينتعل نعلا..) واغلب الفقراء في العالم تضع بناتهم سورا بلاستيكيا زينةً في معصمهن ،كما ليس جميع الاكياس تتكلم وتدخل حوارا وليس لها ذلك الخوف كما في سرد رياض داخل، حيث يلعب الواقع العراقي الذي مر به رياض داخل في تغذيه خياله بالخوف الذي خلعه الكيس الاسود الهارب من رز الحصة التموينية حيث لا يعبأ أكثر من طاقته إلى درجة التمزق إلا في يد الفقير الذي يستلم حصته الغذائية من وكيلها بأقل كلفة فكان خوف الكيس من التمزق مرعوبا كأنه بشر خائف أن تنفجر بجانبه سيارة مفخخة فتمزقه كما حدث في سنوات ماضية في بغداد ،وبقي أثرها في مخيلة رياض داخل الذي أخرجها بشكل فني عندما انسن كيسا وخلع عليه ذلك الخوف الإنساني المشروع في وضع كان قلقا أمنيا، ثم نلحظ أن القصة بصوت المتكلم فمن هو المتكلم ! ثم يأتي إلى جنبه الكيس الاسود يتحدث معه ويدخلان في حوار لتبدأ قصة جديدة قصة السوار بسرد جديد وأجواء وفضاءات جديدة وايضا بأسلوب بصوت المتكلم مارا السرد على لسان الشخصية السوار البلاستيكي الذي يمر بمراحل مختلفة لكنها جميعها لم تبتعد عن معاناة الناس وحاجتهم فيما ينتهي الأمر إلى ظلم المرأة التي كانت فتاة وقد صار السوار البلاستيكي الذي في يدها نعلا تُضرب به في نهاية القصة ،
القصة بحمولات الواقع العراقي وعمل طبقته المهمشة مِن الذين يجمعون المواد العتيقة وبعضها من النفايات فسوار بلاستيكي من غير الممكن أن يكون ضمن عملية المقايضة في المنزل، من خلال الإنسنة التي تتجاوز اللغة الظاهرة في نسقها الظاهر إلى البعد الإنساني الأعمق، لكن أيضا ضمن المضمون ذاته في سرد القصة ،،نعل ،، نجد أنها تنسجم مع السخرية من الواقع الحياتي اليومي حين يرى الناس الفقراء كل شيء مباح أمام عيونهم ولكن ممنوع اللمس لفراغ أيديهم من المال ، الفقراء في مكان من العالم وفي العراق أيضا فمن يعمل عامل بناء ومن يعمل في جمع النفايات لتدويرها ومن يعمل على فرشة صغيرة لبيع السجائر ومن بيع الشاي في الطرقات جميع هؤلاء لهم أبناء يريدون الزواج لأنهم فقراء لا يتزوجون ، وكذلك بنات الفقراء يريدن الزواج لا يتقدم لهن أبناء الفقراء الذين لا يملكون المال للزواج وفتح البيت وتحمل المسؤولية، فتكون بنات الفقراء زوجات للأبناء الأغنياء غير الصالحين منهم كما في النص: (أصبحت نعلاً يضرب بي على وجهها كلما عاد سكران) صوت المتكلم للسوار الذي صار نعلا بيد جواد زوج الفتاة فهو غني لا أباه عم الزوجة الفتاة من أبدل سوار البلاستك بسوار ذهب كما عبر النص أعلاه وشخصية جواد لص سرق نعل أمام الجامع بمعنى غناه وغنى أباه من سرقة الناس باسم الدين حيث كان يذهب للجامع لغرض السرقة لكنها الناس تراه يدخل الجامع لغرض الصلاة ،ومعها يشرب الخمر إلى درجة الثمالة ويضرب زوجته بالنعل في تلك الحالة من الثمالة ،
فهذه القصة بحمولاتها الإنسانية بين طبقتين من المجتمع تطرح موضوعا اجتماعية بحتا وتساؤلات انسانية منها مَن يحل مشاكل الناس الواقعة تحت خط الفقر في العالم وتعاني فقدان كرامتها وكرامة أبنائها وبناتها يوميا ؟ ! ؟!
ثم عراقيا تنهي القصة بالضرب بالنعل كما بدأت بعنوانها نعل وهي شتيمة عراقية متداولة في البيئات الشعبية تجري بسهولة على ألسنتهم كما يجري المدح للسلطان في قصره اقصد كثرته ، ولكن في مواقف محددة تكون الشتيمة مقصودة من مثل انقطاع الكهرباء في الأحياء الفقيرة من مدينتك فتخيل مَن يكون المقصود بالشتم والسبب في أوضاع الفقراء التي تناولتها القصة .
فيما تحمل قصص رياض داخل الكثير من هذه الإشكاليات الاجتماعية الإنسانية في العراق ودول العالم ،يمررها عن طريق أسلوبه في أنسنة الموجوادت من خلال توظيفه لصوت المتكلم وفي لغة موحية جدا أن الذي يتكلم انسان وليس الموجوادت المُؤنسنة مثلها قصص كثيرة في مجموعة قصص” بتوت” ومجموعة قصص “دعابل” والأخيرة فيها اسلوبية الأنسنة أكثر منها قصة ” دعابل” التي تشي بتفرق أية أسرة خاض مجتمعها حروبا طويلة كما مرّت بها دول ومجتمعات الحرب العالمية الثانية ، فمَن خلال اللغة الموحية تكون عملية أنسنة الموجودات سهلة ومعبّرة ممتنعة مثلا كلمة(أخي) التي يطلقها نص ” دعابل ” على لسان (دعبلة)، ليكشف البعد الأسري والاجتماعي الذي يقف خلف سطور الأنسنة مع توظيف رياض داخل لصوت المتكلم كتقنيّة فنيّة وأسلوبه السلس في السرد، فيكون السؤال أيضا من المسؤول عن تفكك أسرٍ وتشريدها.. ؟!؟!
ثانيا : علاقات الحضور في مجموعة قصص ،، بتوت ،، وفنيّة الحوار وما يشبهه في نهاية القصص
قبل الولوج إلى منطقة عنوان الدراسة علينا في ذي بدء معرفة معنى ،،بَتُوت،، في اللغة العربية الفصحى : من الأسماء وهو جمع اسم ،،بَتُّ،، فيقولون في المعجم العربي جاءت العروس وبتَاتَها بمعنى جهازها أو أغراضها الخاصة ومنها مصوغاتها الذهبية والفضية ومن تلك المصوغات الاساور لذلك نجد كلمة ،،بتُوت ،، في اللهجة العامية العراقية للمدن تعني الاساور الفضية أو الذهبية في يد البنت أو المرأة، الأهم هنا أن لفظة،، بتوت،، السمة البارزة لمجموعة قصص قصيرة لرياض داخل، بوصفها عنوانا لافتا مميزا عن عناوين قصصية أخرى ، فالمعنى يدل على سمة القيود قد تكون خارجة عن إرادة الإنسان من مخلوقات رياض داخل في قصصه، من مثل ظروف الأنظمة السياسية أو ظروف اقتصادية أو تقاليد وأعراف اجتماعية ، وقد تكون القيود داخلية في نفس شخصيات قصص المجموعة ، لتدل اللفظة بمعناها الظاهري اساور إلى وجود القيد أو القيود ، بمعنى أن بتوت لفظ غادر معناه المعجمي ومعناه التداولي اليومي في اللهجة العراقية فانزاح إلى معنى جديد ينسجم وفضاء أغلب القصص التي تعاني شخصياتها القصصية حالة من حالات القيود عليها تكتشفها انت في نهاية كل لقصة، كما تجد أن البناء اللغو لها مرصوف بهندسة المدرسة البنيوية (فهذا الدال ،، يدل،، على ذلك مدلول وهذه الحقيقة تقتضي أخرى وهي أن الحادثة ترمز لفكرة وتلك الفكرة توضح نفسية الشخصيات وهكذا أما علاقات الحضور فهي علاقات تكوين وتصوير..) -د. صلاح فضل، النظرية البنائية في النقد الادبي- فيما تحققتْ علاقات الحضور في الحوار أو ما يشبهه في نهاية جميع القصص مع اختلاف الثيمة، أذ تعاد علاقات كل القصة في نهايتها وتبني أو تكوّن تكوينا جديدا بحضور الشخصيات ومواقفها ليعطي صورة واضحة عن فكرة القصة فلا تكتمل فكرة القصة القصيرة عند رياض داخل في ،،بتوت،، إلا في نهايتها والتي كانت مخبأة وأقصد الفكرة التي توضح نفسية الشخصيات بين الكلمات، على الرغم من القصص واقعية لكنها كتبت بفنية وتقنية سردية لا تمنح القارئ أو المتلقي أدنى امل في اكتشاف الفكرة قبل النهاية وقد تخلل ،،بتوت ،، وقصصها الواقعية شيء من الرمزية وشيء من الرومانسية، وبعض الفانتازيا الخفيفة الظل، مثل رشة ملح خفيفة على قصصها التي بقيت متمترسة بالواقعية، إذ الواقعية تجاوزت المذاهب الأدبية الأخرى وشربت منها فتوسعت على حساب تلك المذاهب، د.صلاح السروي ، الواقعية بين التاريخ والجماليات، ولكن ما نوع هذه الواقعية في قصص،،بتوت،، ؟ أنها الواقعية البسيطة للكاتب الصيني لي دا، التي تتناول الحياة اليومية للناس البسطاء في يومياتهم ..، -ترجمة زهرة رمج / المغرب في محلة الرقيم الكربلائية، عدد١٠ –
أما فنيّة الحوار في نهاية القصة
ففي قصة،، ديوان الريف ،، تنتهي بحوار الزوج الذي خرج سجن الدكتاتور بعد انهيار نظامه ليعود إلى بيته وزوجته فرحا بعد ٣٠ سنة بعيدا عنها فيقول لها جملة كانت هي تريدها : (- وروحي امي فرج وهاب احسن) في أول لحظة لقاء لهما لتحضر علاقات الحضور الجميلة بينها قبل ٣٠ سنة تصويرا للألفة والسعادة في بداية القصة قبل اعتقاله، فهذه الجملة تجعل القصة مكتنزة ومكثفة في حضور حالة الفرح وتبئير داخلي لشخصيته هو وهي .
وفي قصة ،،بتوت ،، كان الحوار من سارة بنت حمدان أكثر كشفا لمواقف وحدث القصة الأهم فعندما تقول سارة في نهاية حوارهما لأبيها، وهي تمنحه اساورها الثلاثة -البتوت – ليسد دينه من المال (- أبي، علمتُ بكل شيء يوم أمس عندما باعت امي اول كتاب، وسمعتها تحدث نفسها بصوت مسموع : الحمد لله (دبرنا) العشاء) في ذيل القصة ونهايتها، ففي هذا السطر الحواري نعلم أن مصدر رزق حمدان وعائلته مكتبة لبيع الكتب وقد تكون فرشة كتب على الأرض (بسطية) كتب، وهذا يحل إلى سوق الكتاب وحال من يشتغل به ، كما أن حضور علاقة الطفلة سارة ببيع الكتب حاضرة في الحوار وتنقل صورة جهد عائلة حمدان بحيث الطفلة تقف في بيع الكتب مع امها التي هي في الأصل من منطقة شعبية من خلال لغتها مع زوجها فتسمي البتوت الاساور معاضدَ ( – لديها معاضد، بيعها وخلصنا من ناظم ) ومما يحضر في السطر الاخير من القصة ايضا علاقات غير مكشوفة في سرد القصة أن زوجة حمدان من مناطق شعبية تعود جذورها إلى جنوب العراق فاللغة كائن حي ينتقل من جيل إلى جيل من خلال البيت ومن صفات تلك النساء أنها تبيع الذهب أو الاساور عند حاجة زوجها للمال ، كما أنها تقف معه في العمل ، وبقي شيء مهم في قصة ،،بتوت ،، أنسنة الاساور وجعلها تتكلم وتحسّ الأشياء في بداية القصة ووسطها جعل سمة التشويق والإثارة فيها أكثر من غيرها من القصص. وتجد ملحوظة فنية وهي سمة اسلوبية في سرد رياض داخل أنه لا يلتزم بقواعد الروي القديمة فالراوي عنده حر ، لذا أكثر من راوٍ في قصة ” بتوت” صوت المتكلم للاساور ، وصوت المتكلم لحمدان، والراوي العليم في : (بكتْ زوجته، وخرجت من الغرفة حاولت أن تبتسم) ، فالقواعد القديمة تنص أن الراوي توليفي متعدد الاصوات في الراوية واحادي الصوت في القصة القصيرة كما عند عبد الرحيم الكردي – كتاب الراوي والنص القصصي -، وقد اضفت هذه السمة المميزة الاسلوبية في قصة،، بتوت ،، صفة الابداع والتميز اضف إلى توظيف الحوار بطريقة فنية كاشفة لحدث والمواقف، مع تبئير داخلي للشخصيات ،
وفي قصة ،، عبد الرحمن الكردي،، تجد الحوار برمته نهاية القصة تتصاعد فيه ذروة الحدث وتتكثف المشاعر للشخصيات المتحاورة ويتخزل المؤلف رياض داخل الزمان والمكان بلغته السردية فيه ، فتنهي القصة كما بدأت بعنوانها (عبد الرحمن الكردي) وقد أحدثت فنية الحوار ونهايته باسم الشخصية بهذه الطريقة تبئيرا خارجيا لشخصية عبد الرحمن الكردي حين سرد متن القصة احداثا قامت بها شخصية الكردي، من خلال حضور تلك العلاقات والمواقف في حوار جابر واخاه رضا حتى نهاية الحوار باسم عبد الرحمن الكردي.
بينما في قصة ( ذات) نجد نهاية القصة والحوار تكشف شخصية الراكب الوحيد في سيارة الأجرة (الكية) المندمج بالقراءة في كتابه فقوله الاخير في نهاية القصة ( أنه أنا لم ارني منذ طويل ) تكشف شخصيته المهتمة بالجوهر الإنساني دون المظهر الخارجي من حيث القراءة والكتابة فعل يؤثر في الجوهر، بما يحقق الدهشة عند القارى حين تحضر علاقات فعل القراءة بمعانيها الإنسانية السامية في نهاية الحوار وهو نهاية القصة . ومثلها من الدهشة نجد بما يشبه الحوار وهو من السرد وفيه الراوي العليم في قصة (مقتل) ، كما تحقق الدهشة ذاتها في قصة (يمنة ويسرة) من خلال علاقات الحضور باستدعاء ما سبق من المتن القصصي، ومثلهما قصة(دعاء)
ونعود إلى ما بقي من فنية الحوار في نهاية القصص، ففي قصة ،، عودة عبد الجبار،، ينتهي الحوار بكشف عن سببية المواقف والحدث لما سبق في القصة ( نحن الذين نسمع ولا نتكلم،..) محققا هذا الحوار في نهاية القصة حضورا لجميع النتائج التي مرت بشخصية عبد الجبار وكذلك عنصر الدهشة فيها، من خلال حضور علاقات المكان المقهى والتبئير الداخلي للمقهى بمعنى تفاعل الشخصيات داخل المكان/المقهى وأثره في ذلك التفاعل – مؤيد عليوي ، التبئير الداخلي للمكان / البيت ،٢٠١٩ ، دار السكرية، مصر-
أما ما شيبه الحوار أو يقاربه في فنيّة الكشف وحضور علاقات المتن السابقة له في نهاية القصص ، هو اسلوب صوت المتكلم الذي تنتهي به القصص ، وكأن الشخصية القصصية تكلم آخر يسمعها وهذا ما جعلها تشبه الحوار وهي أقرب إليه من أسلوب الراوي ، أو المنولوج الداخلي حين يكون حديث النفس فليس فيه مقاربة للحوار ، فالحوار محادثة مع الآخر، منها قصة ،، انتصار،، ( عند عودتي إلى البيت ، وجدتُ الفكرة والكتاب يضربان بعضهما بعضا، وبلهفة كبيرة احتضنت الفطرة وهربنا ) فالانسنة هنا بادية واضحة على الفطرة والكتاب هذا اولا مما يعطي تصويرا في حضور علاقات الصراع داخل الانسان الشخصية في القصة ومن تلك العلاقات عودة الإنسان إلى فطرته الإنسانية الاول نقي القلب لا إلى فكرته التي تلقاها من الكتب والمعبر عنها بالكتاب فهو رمز للبناء المعرفي العقلي، لكن متى يعود الإنسان إلى فطرته بعد تحصيل المعرفة ، وهي من أهم علاقات الحضور في السطر الاخير من قصة ،، انتصار،، ومثلها قصة ،،الفيسبوكي ،، وقصة ،، حنين ،، وأمثال هذه القصص تجدها في ،، بتوت ،، المجموعة القصصية لرياض داخل أينما تجد القصة تنتهي بصوت المتكلم تجد حضور علاقات المتن القصصي مع نهاية كل القصة.
دعد عبد الخالق/ألزهايمر
ألزهايمر….رأيتها هناك جالسة، عيناها تائهتان في صورٍ . شعرت بأنّها تحاول استحضار كلّ فتاتٍ من ذاكرتها، لتعرف من هم ساكينيها...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي