يا صاحبَ الغيمِ البعيدِ
سفني تبكي على مراسيها
تضعُ فوقَ الضجيجِ غطاءً
وتعيدُ فرحَ أشرعتها من عَرَقِك
تلثمُ من قبضةِ الزحامِ دربَك
يا صاحبَ الغيمِ البعيدِ
أضلعي من صوتِك أصبحَت مئذنة
وصاحت للبُعد أن يعودَ
أن يعتادَ شفتي وينتشي
أن يهمسَ للجلدِ بالجدال
وكيف يخطُّ من النسيان محال
يا صاحب الغيم البعيد
أَنِر قنديلي بحطامٍ جديدٍ
وأقبلْ كما الصدفة في صحوتها
اتلُ على أزهاري ربيعك كي تزهر
ورشْ على بضعي مسامك الطازج
ثم اصنع من فوضاي بريقاً من زجاج
يا صاحب الغيم البعيد
سأخلع وشاح الشمس كي تأتي
وأحلم بِحَرِ غيمك..
اصلبني بقلبة
حررني بقبلة
وخذني ظلاماً بعدَ هروبٍ جديد
وألبسني جلداً جديداً
كي نُخرٍجَ من مباسمنا البخور العتيدّ
يا صاحب الغيم البعيد
بعثر ما تبقى مني.. كي تحيا
واجمع ظلي شجرةً شجرة
وأمطر عليَّ غيمك المقدس
لننسجَ منه ظلين من كلينا..
ريما نزيهة
الشاعرة إيناس أصفري لمجلة أزهار الحرف حاورها من القاهرة ناصر رمضان عبد الحميد
تقديم : تربُطني علاقةٌ وشيجةٌ بالشّاعرة السوريّة المبدعة إيناس أصفري، علاقةٌ ثقافيةٌوأدبيةٌ تحولت فيما بعد إلى صداقةٍ متينة. تابعتُ مشوارها...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي