السبت, يوليو 19, 2025
  • أسرة التحرير
  • مجلة أزهار الحرف
  • مكتبة PDF
  • الإدارة
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير
البداية أدب القصة

جذور لا تموت /ميهوبي أمينة

ناصر رمضان عبد الحميد by ناصر رمضان عبد الحميد
سبتمبر 26, 2024
in القصة

جذور لا تموت

تحت سماء فلسطين الملبدة بالغيوم الدائمة، وفي قلب مدينة غزة المحاصرة، عاش شابٌ يُدعى سامر. كان سامر شاباً في السابعة والعشرين من عمره، طموحاً رغم كل ما مر به من ويلات الحصار والاحتلال. تربى في عائلة بسيطة تتكون من والدته المريضة وأخته الصغيرة مريم. كان والده قد استشهد منذ سنوات طويلة في إحدى غارات الاحتلال، تاركاً خلفه مسؤولية ثقيلة على كاهل سامر الصغير.

منذ أن كان طفلاً، تعلّم سامر أن الحياة تحت الاحتلال هي معركة يومية. لم تكن المعارك فقط في مواجهة الجنود أو القنابل، بل كانت معركة من نوع آخر؛ معركة الصبر، الأمل، والإيمان بأن الغد سيكون أفضل، حتى لو لم يكن هناك أي دليل على ذلك. عاش سامر في بيت صغير وسط حي مكتظ، كل زاوية فيه تحمل أثراً لذكرى مؤلمة، لكن، في الوقت ذاته، كانت تلك الزوايا تنبض بروح الصمود التي تعيش في كل حجر.

في يومٍ من الأيام، وبينما كان سامر عائداً من عمله، شعر أن شيئاً ما غير عادي يحدث في الحي. الناس مجتمعون في الشوارع، والوجوه مملوءة بالقلق والترقب. اقترب سامر من أحد جيرانه وسأله عما يحدث، فأجابه الرجل العجوز بصوت مرتجف: “الجنود الإسرائيليون يخططون لتوسيع المنطقة العازلة. سيقتلعون بيوتاً ويهجرون سكاناً. الحي في خطر.”

تجمدت مشاعر سامر للحظة، وكأن قلبه توقف عن النبض. تذكر والدته المريضة، وتذكر أخته الصغيرة التي لا تعرف من الحياة سوى رائحة الحصار، وتذكر منزله الذي بنى فيه كل أحلامه الصغيرة. لكنه لم يكن من النوع الذي يستسلم للخوف. كان يعرف جيداً أن الصبر هو السلاح الأقوى الذي يمتلكه الفلسطينيون.

أسرع سامر إلى منزله، ووجد والدته جالسة على كرسيها الخشبي القديم، تنظر عبر النافذة التي تطل على الشارع الضيق. لم تتكلم، لكن نظراتها كانت مليئة بالأسئلة التي لا تجد لها إجابة. كانت تعرف ما يحدث، وكانت تعلم أن ابنها سيحمل على عاتقه عبء المواجهة.

قالت بصوت هادئ: “يا سامر، نحن هنا منذ الأزل. نحن الزيتون الذي لا يقتلع مهما حاولوا. هذه الأرض ليست مجرد تراب، إنها أرواحنا.”

جلس سامر بجانبها، أمسك بيدها المجعدة التي عاشت طويلاً وتجاوزت أهوال الحرب، وقال: “لن أتركهم يأخذون بيتنا، يا أمي. سنبقى هنا مهما حدث.”

في اليوم التالي، ومع بزوغ الفجر، خرج سامر مع جيرانه في مسيرة سلمية احتجاجاً على قرار توسيع المنطقة العازلة. كانوا يعلمون أن قوات الاحتلال سترد بالعنف، لكنهم لم يكن لديهم خيار آخر سوى الوقوف في وجه الظلم. كانوا يقفون بين بيوتهم وأرضهم وبين الاحتلال، بأجسادهم التي أنهكتها الحروب، لكن أرواحهم كانت أقوى من أي سلاح.

وفي لحظة فارقة، بدأت أصوات الطلقات تملأ السماء. تفرق المتظاهرون، وبدأ الجنود يدفعون بالجرافات نحو البيوت. لكن سامر لم يتحرك. وقف ثابتاً في مكانه، ينظر إلى الجرافة التي تقترب من منزله. شعر أن كل ما عاشه من آلام وحزن انصب في تلك اللحظة. لم يكن يرى مجرد آلة، بل كان يرى كل ما تمثله من ظلم وقهر.

صاح بصوت عالٍ: “لن ترحلوا بنا! هذه الأرض لن تموت ما دمنا نحيا! نحن الصبر، ونحن الزيتون الذي لا يُقتلع!”

استمرت المواجهات لساعات، والجنود يحاولون التقدم نحو البيوت، بينما سامر وجيرانه يقفون في وجههم كالجدار. لم يكن لديهم سلاح سوى عزيمتهم وإيمانهم بحقهم في الأرض. رغم أن العنف ازداد شدة، لم يتراجعوا.

وعندما حلّ الليل، كانت الأمور قد هدأت قليلاً. انسحبت الجرافات مؤقتاً، وعاد سامر إلى منزله منهكاً. وجد والدته ما زالت تنتظره، رغم مرضها وضعفها. نظرت إليه بعينيها المليئتين بالحب والقلق، وقالت له: “أنت صمدت اليوم، يا بني، لكن غداً سيكون أصعب. الصبر هو سلاحنا الوحيد، وهو ما يجعلنا نبقى.”

ابتسم سامر، رغم التعب والإرهاق الذي ينهش جسده. شعر للحظة أن هذه الكلمات ليست مجرد عزاء، بل هي الحقيقة الوحيدة التي يجب أن يتذكرها دائماً. الصبر ليس استسلاماً، بل هو القوة الحقيقية التي تجعل الإنسان يقف رغم كل شيء.

وفي الأيام التالية، استمرت المواجهات. حاول الاحتلال مراراً وتكراراً تهجير الحي، لكن سامر وجيرانه لم يتراجعوا. لم يكن النصر دائماً في إيقاف الجرافات أو منع الجنود، بل كان النصر في البقاء، في التمسك بالأرض، في عدم الاستسلام.

بعد أشهر من الكفاح اليومي، تمكن سامر من الحصول على تصريح لزرع شتلات زيتون جديدة حول بيته، رغم القيود المفروضة على الفلسطينيين. كانت تلك الشتلات بمثابة إعلان جديد عن وجوده وعن حب الأرض. زرعها بعناية، وكأنها جزء من قلبه. كل شجرة كانت تمثل صبراً عاشه ودرساً تعلمه من والدته ومن كل من حوله.

في ظلال هذه الأشجار الصغيرة، جلس سامر يوماً ما مع أخته الصغيرة مريم. كانت تنظر إلى السماء الزرقاء، وتقول: “هل سيكبر الزيتون مثلما كبرنا؟”

ابتسم سامر وأجابها: “نعم يا مريم، سيكبر. وكما نحن صبرنا، ستصبر هذه الأشجار، وستنمو مهما حاولوا اقتلاعها. لأننا نحن الزيتون، ونحن الصبر الذي لا يموت.”

هكذا كانت حياة سامر، وحياة كل فلسطيني. لم يكن الصمود في حمل السلاح فقط، بل في التمسك بالأرض، بالأمل، وبالصبر الذي يحول الألم إلى شجرة زيتون جديدة، تنبت من جذر لا يعرف الموت.

النهاية
الكاتبة :ميهوبي أمينة /الجزائر

مشاركةTweetPin
المنشور التالي

نوال السعداوي مع العظماء

آخر ما نشرنا

حين يباع الباب /منار السماك
القصة

حين يباع الباب /منار السماك

يوليو 18, 2025
63

(حين يُباع الباب صمت وسقوط مخفي) بقلم: في صباح رمادي خرج أحد الجيران ليلتقط جريدته فاكتشف أن بيت الرجل الذي...

اقرأ المزيد
الناقدة السورية الدكتورة ندى صالح لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان جميلة بندر

الناقدة السورية الدكتورة ندى صالح لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان جميلة بندر

يوليو 17, 2025
59
مجيد محتمي بوترية أدبي للكاتب والشاعر الالباني من كوسوفا بقلم الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي

مجيد محتمي بوترية أدبي للكاتب والشاعر الالباني من كوسوفا بقلم الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي

يوليو 17, 2025
26
سناء هيشري نضال من ألوان وصوت المرأة

سناء هيشري نضال من ألوان وصوت المرأة

يوليو 17, 2025
5
الفنانة التشكيلية الأردنية إزدهار الصعوب لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان جميلة بندر

الفنانة التشكيلية الأردنية إزدهار الصعوب لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان جميلة بندر

يوليو 16, 2025
49
  • الأكثر شعبية
  • تعليقات
  • الأخيرة

ليل القناديل /مريم كدر

يناير 15, 2024
ومضات /رنا سمير علم

رنا سمير علم /قصور الروح

أغسطس 11, 2022

ومضة /رنا سمير علم

أغسطس 11, 2022

الفنانة ليلى العطار وحوار مع أسرتهالمجلة أزهار الحرف /حوار مي خالد

أغسطس 23, 2023

ومضة

ومضات

زمن الشعر

عطش

حين يباع الباب /منار السماك

حين يباع الباب /منار السماك

يوليو 18, 2025
الناقدة السورية الدكتورة ندى صالح لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان جميلة بندر

الناقدة السورية الدكتورة ندى صالح لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان جميلة بندر

يوليو 17, 2025
مجيد محتمي بوترية أدبي للكاتب والشاعر الالباني من كوسوفا بقلم الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي

مجيد محتمي بوترية أدبي للكاتب والشاعر الالباني من كوسوفا بقلم الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي

يوليو 17, 2025
سناء هيشري نضال من ألوان وصوت المرأة

سناء هيشري نضال من ألوان وصوت المرأة

يوليو 17, 2025

الأكثر مشاهدة خلال شهر

235شاعرا في( مدارات الحب) أنطولوجيا العاطفة والجمال
أخبار

235شاعرا في( مدارات الحب) أنطولوجيا العاطفة والجمال

يونيو 21, 2025
370

اقرأ المزيد
ماريا حجارين /سكر أيامي

ماريا حجارين /سكر أيامي

يوليو 5, 2025
197
ميثولوجيا الجنوب: قراءة تأمّليّة في “مكيال اللبن” ل تيسير حيدر  بقلم الباحثة: ليندا حجازي

ميثولوجيا الجنوب: قراءة تأمّليّة في “مكيال اللبن” ل تيسير حيدر بقلم الباحثة: ليندا حجازي

يونيو 20, 2025
192
خذلان ناعم في زمن متحضر /منار السماك

خذلان ناعم في زمن متحضر /منار السماك

يونيو 23, 2025
140
شاعرة المحبة والسلام الأستاذة  نيناليس عفان من الجزائر Nina lys Affane femme de lettres d’Algerie. __  Poème: Paix السلام

شاعرة المحبة والسلام الأستاذة نيناليس عفان من الجزائر Nina lys Affane femme de lettres d’Algerie. __ Poème: Paix السلام

يونيو 26, 2025
114
جميع الحقوق محفوظة @2022
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير