متاهة الذاكرة
في لحظات تهت عن رفاقي ،فرأيت نفسي فجأة أمام بيت قديم بين الأشجار.
تسللت ببطء عبر بابه الرئيسي الذي كان شبه محطم ،
صحت بصوت عال : هل من أحد هنا ؟ كانت الجدران الشبه عارية ترد صدى صوتي
ضحكت، وأصبحت أكرر الصياح فجأة لمحت صور متناثرة لأطفال هنا وهناك، جمعتها ورحت ابكي ، تذكرت أطفالي فأنا منذ شهور لم أراهم ،حضنت الصور
ورحت أمسح دموعي وجلست على الأرض التي يكسوها الغبار ،سمعت أصوات الضحكات ، ووقع أقدامهم على السلم ،شعرت بتسلل أشعة الشمس من النوافذ التي أشتاقت لقطعة قماش بيضاء تمسح غبار السنيين عن زجاجها،فقد أكلها الصدأ ، ونسيها الزمان ،
يا ترى أين هم ؟ هل شردتهم الحرب ؟
أم احتضنهم السلام في إحدى الدول البعيدة
لاتزال روائحم هنا بالرغم من الخراب إنها تعشعش في خشب الأبواب ،وفي الزوايا حيث تسمع ألحان خطواتهم وموسيقا شجاراتهم وحبهم على أوتار خيوط العنكبوت الذي هاجر إلى بيت أخر بعد أن مل الإنتظار ،
فجأة دخل شاب البيت وهو يلهث وصاح بي قائلاً : أبي ماذا تفعل هنا في بيتنا القديم؟
هذه المرة المئةالتي أراك فيها هنا.
أمسك يدي بقوة ، وقال مستغرباً:هل نسيت حبة الزهايمر؟؟؟
غالب سلوم _سوريا
ياسين الغماري يكشف عن خيوط الخديعة في رواية خديعة الخديعة
لقد جُن العالم. حَكَت لها السيّدة كما لو أنّ الجدّة تحكي حكاية خُرافيّة-أنّ الجميع عاشوا ساعة الفضل في قديم الزمان....
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي