برأيكم ما الذي يجعل الحياة جميلة؟
بقلم: راضية عبد الحميد
كان هذا سؤالي لبعض الأصدقاء
فكانت معظم الإجابات متقاربة لبعضها كالآتي:
حب الناس، التسامح، الصداقة الوفية
الصحة، الاكتفاء المعيشي
راحة البال، حب الحياة، الأمل والتفاؤل
العيش بأمان، العطاء
الطموح، عزة النفس
الثقة، عدم الخذلان
الرضا التام، الشريك المناسب
أن لا أكون مدينا لأحد
أن أضمن حياة كريمة ومريحة لعائلتي
الرحمة، حب الخير للناس
أن تكون مع الله بقلبك وعقلك وكل جوارحك
رضا الله، الإخلاص
السلام النفسي، التصالح مع الذات
الحب، المال
أن يحبك من تحب
الوفاء، صلاح القلب
التوبة، صلة الرحم، الرفقة الصالحة
رؤية أسرتي الكريمة بأكملها سعيدة
رضا الوالدين، المال
القناعة
أن تجد من يستحق أن تحيا لأجله
الرضا بقضاء الله وقدره
عدم التدخل بشؤون الناس
الدفء العائلي، أن أشعر بحب أمي وأبي، أن لا يتجاهلوني كأني مجرد خرقة
المعاملة الطيبة
ومن بين كل هذه الإجابات لفت انتباهي جواب واحد فقط وهو الجواب ماقبل الأخير، الذي جاء بهذه الصيغة: الدفء العائلي، أن يحبني أبي وأمي وأن لا يتجاهلوني كأني مجرد خرقة في المنزل،
استوقفتني تلك الجملة طويلا، تسمّرت مشدوهة أتأسف على حال الأسرة المسلمة في هذا العصر.
نحن أمة رسول الله ﷺ أيعقل أن يكون الدفء العائلي شعور مفتقد؟!
بعد قراءتي لذلك الرد اتضح أنه خلف أبواب المنازل يقطن العديد من المشوهين نفسيا، أولئك الذين يفتقرون لأهم عنصر في حياتهم وهو حضن الأم والأب، المحرومين من الإهتمام، المهمشين، المعرضين للاكتئاب والضغوطات النفسية الجسيمة، فأصبح أفرادها يعيشون غربة داخلية فتاكة بعيدة تماما عن الجو الأسري العاطفي القائم على الحب والحنان.
إن تقارب الأسرة وترابطها ببعضها البعض من العوامل المهمة التي تساهم بشكل كبير في بناء شخصية قوية تتمتع بالثقة لدى الطفل وأيضا القدرة على مواجهته عثرات الحياة ولواعجها، إذ يغفل الكثير من الآباء والأمهات عن عملية اشباع أطفالهم عاطفيا واحتوائهم، و العاطفة هنا يحتاجها الكبير والصغير، وهذا التهميش والجفاف العاطفي ينتج عنه انحراف سلوكي أخلاقي فضلا عن الندوب التي يستحيل أن تلتئم مردها إلى ضياع الروابط النفسية والتلاحم العائلي الحميمي.
نحن نعمل على انشاء جيل ترعرع بعيدا عن العطاء النفسي، جيل حٌرم من مشاعر الحنان ويفتقر للتواصل الشعوري والحوار الفكري، فيذهب بحثا عن بؤرة يسدّ بها الحرمان المعنوي والخوى الروحي، وانطلاقا من هنا تأتي ظواهر الإجرام والعنف والإنحلال الأخلاقي لا سيما التصدع والضياع، ثم يتغلغل شيئا فشيئا في المجتمع ويعمّ الفساد فيه، وقد يوّلد هذا تفكيكه وهلاكه مما
يؤثر في تنميته وتحقيق ازدهاره.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي