حين ارتحالي،
أجمع كل لحظة شاخت في أعماقي،
أعيدها إلى الوراء كمن يرمم مرآة مكسورة،
فأوقظ نفسي من غفوة النسيان،
لأرى الطريق واضحًا،
طريق من يستحق أن يبقى،
ومن كان ظلًا زائفًا يهرب مع أول شعاع نور.
كم من القلوب رقصت فوق أوجاعي،
باسم الحب، خدعتني،
وكم من الأحباء وعدوني بالصدق،
ثم تركوني وحيدًا في براري الوحدة.
لكنني ما زلت على قيد الحياة،
كشجرة صامدة في وجه العواصف.
سأقطع خيوط الوهم التي ربطتني بمن جافاني،
وأطفئ نيران العداء التي أشعلها من عاداني،
سأتركهم يمضون بلا رجعة،
وأفتح ذراعي لمن عانقني بحب حقيقي،
لمن كان قلبه مأوى حين ضاقت بي الأرض.
سقطت الأقنعة،
انهارت كأوراق خريف ذبلت على الأرصفة،
لم يعد بالي يهتم،
لم تعد أذني تسمع كذبهم،
ولا عيناي ترى وجودهم،
كأنهم سراب عابر،
كأنهم حلم انطفأ قبل أن يبدأ.
واليوم، أقف كطائر نهض من رماده،
أعيد بناء ذاتي من الحطام،
وأزرع في قلبي بذور نور لا تطفئها الرياح.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي