رائحةُ البكاء
ما تيسر من وجع 2024م
فيمَا مَضىٰ مِن عامِنَا المِيلَادِي
أنْجَزْتُ حُزْنًا وَافِرَ الأَبْعَادِ
مَطَرًا مِنَ الخَيْبَاتِ كُنتُ سَكَبْتَنِي
وَمَكَثْتُ سَهْوًا خَارِجَ الأَرْصَادِ
وَقَرَأْتُ فِي الخَذْلَانِ فَصْلًا كَامِلًا
يَمْتَدُّ مِن جَمْعِي إِلَىٰ آحَادِي
وَصَنَعْتُ أَسْوَارًا مِنَ القَلَقِ الَّذِي
لَا يَنْتَهِي بِنِهَايَةِ الأَعْدَادِ
وَحَصَدَتُ أَحْلَامَ الغُبَارِ وَصَوْتهَا
الخَشَبِيِّ رَغْم قَذَائِف الأَحْقَادِ
عَامٌّ بِرَائِحَةِ البُكَاءِ يَبُثُّ إِيقَاعَ
الأَنِينِ وَحَرْقَة الأَكْبَادِ
وَالْحَرْبُ تَنْقُشُ بِالدِّمَاءِ قَمِيصَهَا المَلْعُونَ
يَا لَقَمِيصِهِا المُتَمَادِي!
عَامٌّ تَوَلَّىٰ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِ وَلَا عَلَىٰ
مَا مَرَّ مِنْ إِسْعَادِ
عَامٌ بِزَيْتُونِ الخَلِيلِ مَلَطَّخ الْأَنْيَابِ
مَقْرُونٌ بِكُلِّ سَوَادِ
عَامٌّ مُجَرَّدُ أَنْ تَرَاهُ تَرَىٰ عَلَىٰ شِفَتَيْهِ
أَرْوَاحًا بِلَا أَجْسَادِ
عَامٌ وَكَانَ الصَّمْتُ يَبْلَعُ أَسْبِرِينَ الخَوْفِ
وَالْقُدْسُ الشَّرِيفُ يُنَادِي
عَامٌّ وَأَشْلَاءُ البَرَاءَةِ تَمْلَأُ السَّاعَاتِ
وَالصَّلَوَاتِ دُونَ حِدَادِ
عَامٌّ ثَقِيلٌ أَيُّ عَامٍ يَا فَتَىٰ
كُنَّاهُ يَطْحَنُنَا بِبَطْنِ الوَادِي؟!
عَامٌّ مِنَ الحُزْنِ السَّحِيقِ تَنَصَّلَتْ
فِيهِ العَرُوبَةُ دُونَ أَيِّ جِهَادِ
قُلْ لِلْعَرُوبَةِ كَيْفَ ضَعِيتِ اسْمَهَا
عَمْدًا؟! وَمَا قَالَتْ عَسَىٰ أَوْلَادِي…!!
قُلْ لِلْحَضَارَةِ إِنَّ غَزَّةَ عِزَّهَا
هِيَ زَهْرَةُ الأَفْرَاحِ وَالأَعْيَادِ!
وَبِكُلِّ شِبْرٍ فِي الخَرِيطَةِ يَا نَزِيفَ الحُلمِ
حَيْثُ أَشَرْتَ ذَاكَ فُؤَادِي
فَاقْرَأْ جِرَاحَكَ مَرَّتَيْنِ مُرَتِّلًا
لِلصَّبْرِ ..طَابَ صَبَاحُكَ البَغْدَادِي
سَتَقُولُ: مَا ذَنْبُ السِّنِينَ مُعَاتِبًا؟
وَأَقُولُ: هُنَّ أَضَعْنَ صَوْتَ الحَادِي
لَكِنَّنِي رَغْمَ التَّمَزُّقِ شَامِخٌ
بِالحُبِّ ،وَالحُبّ الكَبِير بِلَادِي
#أحمد النظامي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي