كلمة رئيس تحرير مجلة أزهار الحرف ، الشاعر الأستاذ ناصر رمضان عبد الحميد.
تعرفتُ على الشاعرة الجزائرية رانيا شعراوي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شاركت معنا في الجزء الثالث من موسوعة من أزاهير الأدب. ومع مرور الأيام، شاءت الصدف أن ألتقي بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56.
وجدتُها إنسانة طيبة ومتواضعة، تعكس روح الشعب الجزائري بأجمل صورة. خلال المعرض، التقينا أيضًا بالدكتور الجزائري مشري بن خليفة، وبقنصل الجزائر في مصر الدكتور أمين صيد، وامتدت الحوارات لساعاتٍ حملت في طياتها الكثير من المعاني الأدبية والثقافية.
أهدتني الشاعرة رانيا شعراوي ثلاثة من دواوينها الشعرية:
انعكاسات المرايا
جروح مالحة
أنفاس الرماد
كما شرفتنا بحضور إحدى ندوات اتحاد كتاب مصر، حيث ألقت قصيدتها المميزة عزف الدرويش، التي جاء مطلعها:
“هل أنت من الدروايش مثلي؟”
ومن هذا اللقاء، انطلقت مجلة أزهار الحرف لتحاور الشاعرة المبدعة رانيا شعراوي، وتتعمق في مشروعها الأدبي ومسيرتها الإبداعية.
حاورتها: جميلة بندر
1- من هي رانيا شعراوي؟
-رانيا هي إنسانة أولًا، ورسامة هاوية، وشاعرة جزائرية مغتربة، لا تعرف المجاملات، صريحة جدًا ومتواضعة. تمارس هواياتها بعمق وإحساس عالٍ، وتتمنى أن تبقى الشموع تضيء الدرب في المسالك الصعبة لكل مبدع طموح.
2- الرسم هو جزء آخر من هوايتك الإبداعية، كيف تجدين العلاقة بين الرسم والشعر في التعبير عن مشاعرك وأفكارك؟
-هي علاقة تجانس وتخاطر أرواح. فالرسم كان عالمي الأول منذ طفولتي، حيث كنت متفوقة في الألوان والملامح والطبيعة. شجعني أهلي ومعلمي، ما جعلني أطور موهبتي وأربط بين عالم الألوان وسحر الحروف، فالشعر والرسم يشتركان في البوح والإبداع.
3- كيف بدأت رحلتك مع الشعر والكتابة؟ وما الذي ألهمك للاستمرار؟
-بدأت الكتابة في سن مبكرة خلال المرحلة المتوسطة، حيث كنت أكتب بلهفة، وشجعني أساتذتي على المشاركة في المسابقات الأدبية. انضممت إلى نادٍ أدبي في بلدتي، ثم توسعت مشاركاتي، ما قادني إلى إصدار ديواني الأول انعكاسات المرايا، الذي كان محطة مهمة في مسيرتي.
4- ما الدور الذي لعبته تجربتك كمغتربة في تشكيل رؤيتك الشعرية والإبداعية؟
-الغربة تجربة صعبة، فهي غربة النفس عن ذاتها، وغربة الإنسان عن أهله ووطنه. لكنها في الوقت نفسه، دفعتني إلى التطور والانفتاح على رؤى جديدة، مما أضاف إلى تجربتي الشعرية طابعًا إنسانيًا وعاطفيًا أعمق، كما تجلى في ديواني جروح مالحة.
5- كونك عضوة في اتحادات ثقافية وصحفية، كيف ساهمت هذه العضوية في دعم حضورك الأدبي؟
-الانضمام إلى هذه الاتحادات منحني فرصة لتطوير ذاتي والإنتاج الأفضل، ووضع أساس متين لشخصيتي كشاعرة. كما أتاح لي الاحتكاك بالمبدعين والاستفادة من تجاربهم، مما ساهم في صقل موهبتي وإثراء تجربتي الأدبية.
6- شاركتِ في مهرجانات دولية مثل مهرجان القافلة الدولية في إسبانيا واحتفاليات الشعر في باريس، كيف أثرت هذه المشاركات في تجربتك الإبداعية؟
-مهرجان إسبانيا كان أول تجربة دولية لي، حيث مثلت الجزائر بفخر. أما باريس، فكانت تجربة ثرية، حيث حضرت أمسيات شعرية راقية في القنصليات العربية واليونسكو، ما أضاف أبعادًا جديدة إلى رؤيتي الأدبية.
7- ماذا تعني لكِ التكريمات والشهادات التي حصلت عليها خلال مسيرتك؟
-التكريم كلمة طيبة ودعم معنوي يشبه النفس الطويل الذي يمنح الراحة. أعتبر التكريمات ذكريات جميلة تعكس جهدي، لكنها لا تغريني، فالمساحيق الوحيدة التي أضعها هي نقاء روحي وصفاء طبعي.
8- لديكِ إسهامات في كتب جماعية وموسوعات تاريخية، كيف تصفين هذه التجربة؟
-المشاركة في الدواوين الجماعية كانت إضافة قوية، أما المساهمة في الموسوعة التاريخية، فقد فتحت لي أبواب البحث في تاريخ مدينة قسنطينة العريقة، ما زاد من معرفتي وعمق تجربتي الأدبية.
9- هل تعملين حاليًا على إصدار جديد؟ وهل يمكننا معرفة تفاصيل عن هذا المشروع؟
-نعم، هناك أعمال جديدة تُطهى على نار هادئة، وأعمل حاليًا على تجربة روائية سأترك تفاصيلها كمفاجأة للقارئ.
10- كيف تختارين الموضوعات التي تكتبين عنها في المجلات التي تنشرين فيها؟
-أكتب في مواضيع متنوعة، بين المقالات الأدبية والاجتماعية والقصائد الشعرية. أنشر في مجلات مثل بوابة العاصمة وأزهار الحرف، ملتزمةً بسياسة المجلات وشروطها في انتقاء الموضوعات المفيدة للقارئ.
11- برأيك، ما هي التحديات التي تواجه المرأة المبدعة في المجتمع العربي؟
-رغم الإنجازات العظيمة التي حققتها المرأة في مجالات عدة، إلا أنها لا تزال تواجه تحديات، خاصة في المجتمع العربي، حيث تجد نفسها في دائرة محدودة. ومع ذلك، فقد أثبتت المبدعات العربيات حضورهن القوي وأثرن المشهد الثقافي والفكري.
12- هل تفكرين في التوسع نحو كتابة أنواع أدبية أخرى كالرواية؟
-نعم، الفكرة راودتني منذ سنوات، فقد كنت أكتب قصصًا قصيرة في المرحلة الثانوية. والآن، أنا بصدد إنهاء روايتي الأولى، ولن تكون الأخيرة بإذن الله.
13- بما تحلمين لرانيا في السنوات القادمة؟
-أحلم بمستقبل زاهر، ومكانة رفيعة في مجال الكتابة والإبداع، وأطمح إلى أن تترك كتاباتي بصمة ذات قيمة تخدم المجتمع والفرد معًا.
14- ما رأيك في الملتقيات الشعرية، خصوصًا ملتقى شعراء العرب الذي يرأسه ناصر رمضان؟
-تعرفت إلى الأستاذ ناصر رمضان عبر وسائل التواصل، ثم التقيت به في معرض القاهرة للكتاب 2025. هو شخصية بارزة ومتميزة في المشهد الثقافي، وأعتز بكوني عضوة في ملتقى شعراء العرب الذي يرأسه، وأكتب في مجلة أزهار الحرف التي يشرف عليها.
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي