الفنان التشكيلي المغربي؛ عبد الله الونسافي من مواليد 1961 بافورار.
***حاصل على دبلوم تقني في مجال الفنون التطبيقية، وله تكوين بيداغوجي بالمركز التربوي الجهوري تخصص الفنون
التشكيلية.
*** 1982 استاذ لمادة الفنون التشكيلية.
***1991 استاذ لشعبة الفنون التشكيلية.
***2006 استاذ لشعبة الفنون التطبيقي ***2012
استاذ مدرس بالمستر المتخصص شعبة التعليم الفني والتربية الجمالية بجامعة موالي اسماعيل بالمدرسة العليا
للاساتذة مكناس.
*** عضو في عدة لجن وطنية وثقافية وفنية.
*** مؤطر ومنشط للشباب في التعبير التشكيلي وكذلك التمدرس بأندية التربية على المواطنة وحقوق الإنسان وأفلام التحريك
بالمغرب وفرنسا وبولنيا.
مؤطر الصباغة الحائطية بمدن الصويرة أكادير اسفي الجديدة أصيلة مكناس وفاس.
قام بتنظيم العديد من المعارض الفردية و الجماعية الفنية داخل وخارج المغرب.
ومن هنا كان لمجلة ازهار الحرف السبق في إنجاز هذا الحوار الشيق معه، لنسبح معه في بحر اإلبداع والتدريس وتكوين الأجيال
الصاعدة في مجال الفنون التشكيلية ومجالات فنية أخرى عديدة.
حاوره من المغرب؛ محمد زوهر
١) في البداية بطاقة تعريف للأستاذ
والفنان التشكيلي المغربي ؛عبد الله الونسافي… ؟
ج) حسنا، كاستاذ مررت بعدة محطات في مجال التدريس الفني ،و ساهمت في تكوين عدة أجيال في مجال الفن التشكيلي، وفي مرسمي أنجزت العديد من الأعمال الفنية محاولا إبراز اسلوبي كفنان تشكيلي يساير العصر.
٢) ماهي العلاقة التي تربطك بالفن التشكيلي منذ الطفولة…؟ ولماذا اخترت مجال الفن التشكيلي… ؟
ج) الفن التشكيلي هوايتي المفضلة قبل أن اتخده كوظيفة، وانا مهوس بهذا المجال منذ الصغر، عندما كنت أعيش بين أحضان الطبيعة الخلابة ، كما كنت عاشقا للالوان واللعب في فضاءتها الخضراء وجمالها الساحر بالورود والازهار والأشجار الخضراء .
من هنا نشأت علاقتي بالفن التشكيلي حيث كنت أحاول رسم كل ما أشاهده مباشرة و أروض عيني على الملاحظة ، أما بخصوص سؤالك لماذا اخترت الفن
التشكيلي… ؟
أنا لم أختره بل هو من اختارني حتى توجيهي لشعبة الفنون التطبيقية لم يكن بعلمي ، لقد كنت أشارك في نادي الرسم في
المرحلة الاعدادية مع أستاذتي لمادة الرسم فلما رأت أعمالي تستحق التوجيه ملأت بطاقة رغباتي و أرسلتها دون علمي حتى تفاجئت في
نهاية السنة برسالة تدعوني فيها المصالح المركزية للالتحاق بشعبة الفنون بمدينة مراكش وقد كنت و عائلتي أقطن بمدينة الجديدة ومن
هنا بدأ مشواري ورحلتي مع دراسة الفن ، و شكري المتواصل للاستاذة المحترمة الشرايبي ليلى.
٣) اشتغلت كأستاذ لعدة مواد فنية تشكيلية و تطبيقية ، ماذا يعني لك هذا الكم الهائل في التدريس لكل هذه المواد و الشعب الفنية…. ؟
ج) التدريس هو رسالة قبل كل شىء و تلقين العلم كيفما كان نوعه هو أمانة و فيه أجر كبير من عند الله فقد أعطيت ما أتاني الله من علم ومعرفة فنية
لتلامذتي وهذا شرف لي كمدرس في هذه المواد .
٤) كنت استاذ بالمستر المتخصص، شعبة التعليم الفني والتربية الجمالية بجامعة مولاي اسماعيل بالمدرسة العليا للاساتذة بمكناس،
مانوع المناهج التي تعتمد عليها هذه المؤسسة… ؟ وهل تدرس للطلبة تاريخ الفن العالمي…؟
ج) لقد أثرتم هنا سؤال وجيها فالمناهج هنا فنية محضة و الفن والتربية الجمالية شيئان متكاملان وتاريخ الفن درسته لعدة
سنوات بشعبتي الفنون التشكيلية والفنون التطبيقية فهو مادة أساسية في المنهاج الفني ,
ودراسة الحركات الفنية المتسلسلة ، اذا امكن المضي قدما والصعود الى أعلى دون تسلق السلم درجا درجا بقراءة وتحليل ، و
الفلسفة لها دورها في تربية الذوق , وقد كنت أدرس مواد التصميم ومواكبة مستجدات الفن التشكيلي بهذا الماستر المتخصص.
٥) تحدث لنا عن نوع الأنشطة الفنية التي نظمها اتحاد الفنانيين التشكيليين المغاربة فرع مكناس الذي كنت تتراسه سابقا… ؟ وهل
مازالت تترأسه إلى الآن…؟
ج) الأنشطة كانت عبارة عن ندوات و محاضرات في الفن و معامل للناشئة متوجة بمعارض تشكيلية في عدة مناسبات ، وقد توقفت
عن رئاسة الفرع لكثرة انشغالاتي و سفري للخارج و استمراري في برمجة عدة معارض بالديار الفرنسية و الإسبانية فعلى سبيل
المثال لدي ثلاثة معارض في شهر أكتوبر بالديار الإسبانية والثاني بالديار الفرنسية في شهري نوفمبر و ديسمبر 2025 والثالث
بفرنسا أيضا في يناير 2026، انشاء الله.
٦) اسندت لك عدة مهام في التأطير، تحدث لنا عن هذه التجربة… ؟ وكيف مرت الأجواء العامة لهذه الورشات… ؟
ج) عندما أقوم بمهمة يضل الشغل الشاغل لذي
هو نجاح ما أسند لي من مهام
ولم أعتبر قط ذلك عبئا ولكن نشاط أزاوله بحب وشغف.
٧) تحدث لنا عن تجربتك كعضو لعدة لجن وطنية وفنية… ؟
ج) في المجال المهني كان الطموح والعطاء من بين أهم انشغالاتي و خدمة التربية والفن هما الحافز ، ولهذا يتم اختياري للقيام بمهام
داخل اللجن الوطنية والفنية.
٨) كيف تفسر الظاهرة التشكيلية المغربية وهذا الاكتظاظ التي تعرفه الساحة الوطنية…؟
ج) الظاهرة التشكيلية و الاكتظاظ كما قلت هو ظاهرة صحية حيث كما نقول في المثال الشائع البقاء للاصلح و للاقوى فمن كان دون
المستوى تكون حياته ومساره الفني جد قصيرة، ولايمكن للردائة الفنية ان تضع مكانا لها في الساحة الفنية الوطنية والعالمية.
٩) لقد مررت بعدة تكوينات ومدارس، هل يمكن القول انك درست تاريخ الفن العالمي بشكل واسع… ؟
ج) عندما نلج هذا المجال من ضمن التكوين الأكاديمي الذي نتلقاه هو دراسة و معرفة تاريخ الفن مرورا بالرسومات على المغاور
و الكهوف للانسان البدائي الى ماوصل اليه الفن اليوم مع الذكاء الاصطناعي نجد بأن كل مرحلة لم تكن اعتباطية أو عشوائية
وانما هو تسلسل فني تاريخي ضروري لنصل الى ما وصلنا اليه اليوم.
١٠) لقد أنجزت العديد من الأعمال الفنية التشكيلية ،هل يمكن القول ان لك اسلوب يميزك عن غيرك…؟
ج) يصعب الحديث عن أسلوب خاص لي يميزني عن غيري، وانا أرى نفسي مازلت في مجال البحث و التجريب، لان من يجد له أسلوب يقف عند هذا الحد وأنا ضد هذه الفكرة حتى لا أقف عندها.
نهاية المسار بل أبحث و اضل أبحث لاجد أسلوب خاص يعرفني به المتلقي و أحب أن أكون حرا وان لا
أكرر و أعيد ابداعاتي بنفس الأسلوب، وهذا ما قالته لي احدى رئيسات الجمعيات بفرنسا أثناء مشاركتي معها خلال شهر
يونيو من هذه السنة أجد تنوعا و جمالا مختلفا في أعمالك دون أن تبقى مسجونا بأسلوب واحد وهذا ما أحبه.
١١) لقد شاركت في العديد من الملتقيات والمهرجانات الفنية، ماذا تعني لك هذه التجربة… ؟
ج) في كل ملتقى وكل مهرجان تجربة جديدة تنضاف الى قاموسي ويزداد معارفي من الفنانات والفنانين و هذا الجميل في تلك
المشاركات بالإضافة الى عرض لوحاتي للجمهور.
١٢) ماهي الأجواء العامة و الضروف التي مرت فيها كل المعارضك الفنية التي نظمتها خارج المغرب…؟ وهل من مشاكل تذكر … ؟
ج) عادة ما تتم برمجة معارضي خارج المغرب على المدى البعيد و المتوسط وليس على عجل وبذلك يتم تهيء المعرض بشكل جيد
بتوقيع عقد مع الجهة المنظمة و التي تتكفل بأداء التأمين على اللوحات فكيف يمكن أن تكون هناك مشاكل و المعارض مبرمجة
ومؤمنة؟
١٣) لقد شاركت في المهرجان الدولي السابع الوان عبدة سنة ،2025 كيق مرت هذه التجربة… ؟
ج) ليست المرة األولى التي أشارك فيها بمهرجان ألوان عبدة بل للمرة الثالثة وكل مرة تظاف الى الئحتي أسماء جديدة من الفنانات و
الفنانين المشاركين ، وبفضل التنظيم المحكم والبجيد للقائمين على على هدا المهرجان خاصة و أنه مهرجان دولي يمر في أجواء
صحية و ناجحة مع تبادل التجارب و تالقح الحضارات
١٤) قدم لنا شرحا مفصلا عن أندية افلام التحريك التي قمت بتاطيرها… ؟
ج) هذه التجربة كانت اظافة جميلة ومجال لتوسيع تكويني ، وهي تجربة لن تنسى لأنها مكنتنا من خلق شراكات مع
المشاركين من مختلف الدول في المهرجان الدولي لأفلام التحريك كل سنة بمدينة مكناس ويعود الفضل في اغناء هذه التجربة
للشراكة المبرمة بين الثانوية التأهيلية مولاي اسماعيل والمعهد الفرنسي حيث تقام على هامش المهرجان معامل لتعليم المتدربين
الراغبين من تلاميذ شعبة الفنون التطبيقية بحضور مخرجين دوليين لأفلام التحريك و أكون المؤطر الرئيسي لهذه المعامل وقد
شاركنا بانجازات التلاميذ في هذا المجال عدة مرات, كما تمت دعوتنا للسفر الى الديار البولونية للمشاركة في مهرجان الأفلام
العجيبة و قد تم اختيار 7 تلاميذ من بين المتميزين في انجازاتهم وشاركنا رفقة المرحوم مدير الثانوية
والمدير التقني لأفلام التحريك الشاب محمد بيوض وقد تحمل المعهد الفرنسي تكاليف التنقل لعشرة أشخاص و بولونيا تحملت
تكاليف الباقية والتغدية والتنقل بين المدن وكانت تجربة ناجحة أنجز من خلالها لمدة عشرة أيام التلاميذ فيلمين مختلفين فيلم
,للتحريك وفيلم وثائقي عن الحياة اليومية بمدينة سان دومييرز البولونية من بزوغ الشمس والى غروبها.
١٥) ماسبب غيابك عن مواقع التواصل االجتماعي…؟
ج) سؤال وجيه ولي في هذا رأي أبتعد عن الاضواء و لا أحب الظهور للتباهي و نشر أعمالي دون حماية قانونية فالكثير يتعرض
للسرقة الفنية اد أرى أن الأعمال يجب أن تسجل لحمايتها وهذا ما لا نجده عند مجموعة من الفنانيين , أتواصل مع أصدقائي من
الفنانين وهذا يكفي.
١٦) مارأيك بالملتقيات الأدبية والفنية لاسيما ملتقى الشعراء العرب ومجلة ازهار الحرف اللتان يراسهما الأديب والناقد والشاعر الكبير ناصر رمضان عبد الحميد… ؟
ج) أرى بأن هذه المنابر قيمة مضافة للأدب العربي بشكل عام والفن وتساهم في الإشعاع الثقافي والفني بصفة عامة والساهر عليها له رؤية ثاقبة للرفع
من مستوى هذين المجالين والتعريف بالفنانين عبر هذا الفضاء و هذه سنة محمودة سنها والطاقم المرافق له فجازاهم الله خير
الجزاء عن هذا العمل القيم.
١٧) اخيرا، ما الحلم الذي مازال
يسكنك كفنان تشكيلي… ؟ وكيف تحب أن يتذكرك الوسط الثقافي والفني وكذلك المتلقي… ؟
ج) الحلم يا لها من كلمة أحب كلمة أمل أكثر من حلم ، آمل أن أصل الى العطاء الوافر حتى أترك زخما من اللوحات تشهد على
وجودي في حقبة من الحقب و أعلم أكبر عدد من الشباب لان خير الناس من علم وتعلم ومهما عرفنا فاننا لن نعرف شيئا كما قال
أبو الفلاسفة ” لقد تعلمت شيئا كبيرا وهو انني لا أعرف شيئا ” فعلى الناس و الفنان التحلي بسيمة التواضع لان من تواضع لله رفعه هذا
ماأختم به وأشكر القائمين على هذه المجلة ورئيسها الأديب والناقد والشاعر الكبير ناصر رمضان عبد الحميد وعلى منحي هذه الفرصة والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته
حاوره من المغرب؛ محمد زوهر
