صدر حديثًا عن *مكتبة سلمى الثقافية بتطوان ، ديوان “آهات صامتة”* للكاتبة *فاطمة الزهرة الميلودي*، وهو عمل أدبي يستحق الوقوف عنده مطولًا، لما يحمله من *عمق شعوري وصدقٍ وجداني* يلامس المتلقي منذ العنوان وحتى آخر سطر في الكتاب.
ويضم الديوان بين دفّتيه *نصوصًا نثرية وشعرية* تنتمي إلى فن الخاطرة ذات النفس الشعري، وقد استطاعت الكاتبة أن تُخرج ما هو شخصيّ إلى ما هو إنسانيّ شامل، فكل نصّ في هذا العمل يُشبه بوحًا ناضجًا، لا يصرخ، بل *يهمس بحزن ناعم*، لكنه يصل إلى أعماق القارئ كضوء خافت في عتمة مزدحمة.
عنوان الديوان “آهات صامتة” ليس اعتباطيًا، بل هو *إشارة رمزية* لما سيجده القارئ بين السطور: صمتٌ ممتلئٌ بالكلمات، وآهات لم تُقَل بصوت، لكنها كُتبت لتُسمَع. الكاتبة تُجيد استخدام *لغة مكثّفة، رشيقة، وموحية*، تُحمّل العبارة بأكثر مما يبدو على سطحها.
*المرأة، الحب، الخذلان، النضج العاطفي، الكبرياء، الغياب، والانكسار الداخلي*، كلها مواضيع تطرقت إليها الكاتبة دون مباشرة، بل بروحٍ أدبية تأملية، فتمنح القارئ مساحة للتفكر لا للشفقة.
تحليل ديوان الخواطر يكشف عن *صوت أنثوي قوي رغم الألم*، جريء رغم الهدوء، وقد نجحت الكاتبة في تقديم ذاتها دون أن تُقحمها بشكل فج، بل جعلت من تجربتها مدخلًا لكل من مرّ بمحنة صامتة، أو صرخة مكتومة.
“آهات صامتة” ليس ديوانًا فقط، بل هو *مساحة بوح ونجاة*، لكل من وجد نفسه ذات مساء يبحث عن الكلمات ولم يجدها.



















