سيكولوجية اللاخوف اثناء العمل الجراحي
( طبيب الأعصاب وجراحة الدماغ الدكتور حسّان ابراهيم امهز نموذج)
قراءة سيكوطبية بقلم الدكتورة: بهيّة احمد الطشم
يتلازم إجراء العمليات الجراحية الجسدية مع التشريح النفسي وضمن المسار ذاته في رحلة العلاج الصعبة لمريض تعرّض لحادث جسدي أو معنوي أو صدمة نفسية صارخة.
لعل اهم مستلزمات الموضوع الطبي المركّب واعني بها الكيفية الدماغية ( دينامية عمل دماغ طبيب جراحة الدماغ ( مركز العقل) اثناء إجراء عملية جراحية دقيقة في الأعصاب والدماغ…هي الأولوية القصوى بضرورة ان تنتاب الطبيب الجرّاج دينامية ايجابية منبثقة من إرادة عارمة في تحقيق وإتمام عملية جراحية دقيقة بغاية الخطورة؛حيث يسيطر الحذر المتسلّح بالوعي العارم على اثلام القدرة التفكيرية لقائد الجسد ( العقل) في العمل الجراحي بغاية حصد نتيجة ايجابية متحالفة والنجاح لإنقاذ حياة المريض .
ويُعنى عقل الطبيب الجرّاح الحاذق؛ وكذلك عقل المعالِج النفسي ( والمقصود بالعقل هنا الفاعلية الوظيفية للمخ والجهاز العصبي) باستتباب حالة الطمأنينة وإرسائها عند المريض قبيل بدء مرحلة العلاج.
كما أن جُلّ التركيز عند الطبيب المذكور يتركز على الوضع اللوجستي والكامل قبيل اجراء العملية الجراحية وللتفاصيل المُحدقة بعناوينها من ادوات الجراحة؛ وضع الأجهزة؛ الفترة الزمنية للتخدير قبل العملية؛وصولاً الى حنايا الوضع النفسي للمريض وما الى ذلك.
وتجدر الاشارة الى أن الحالة النفسية للطبيب الجرّاح تكون في أوج يقظتها لتلق
ّي كل الاشارات العصبية من المريض والمتفاعلة مع كل عامل صغير أو كبير.
اذاً
يُحارب كل من الجرّاح الناجح والمُعالج النفسي الحاذق افهوم الخوف وتجلياته بسلاح اللاخوف العبقري؛ ذلك ان الخوف هو العدو الاول للنجاح بينما الجرأة العقلية الموائمة للذكاء العملي في اقتناص فرصة نجاح عملية جراحية وانقاذ مصير المريض أو الشخص الذي افترسته الكآبة المزمنة؛ وبالتالي تدفع صاحبها الى الموت الارادي أو الانتحار.
واستناداً الى ما سبق؛ فإن دماغ الطبيب الجرّاح الحاذق يفكر خلال اللحظات الدقيقة في سِياق مونادولوجيا نووية للسيطرة الكاملة على كل الظروف للعملية الجراحية سواء الجسدية والنفسية…
وحِيال ذلك…يمكن توصيف الحالة الشعورية التي يعيشها الطبيب الجرّاح قبيل إجراء العملية باللحظة التاريخية الحاسمة التي تضاهي ارهاصة زمنية كاملة ..فيشعر اذذاك بأعظم تحدٍ مع نفسه لسبر غور الصعوبات….ومنح الشفاء الناجع للمريض.
هاهنا يصل مستوى اللذة العقلية عند كل من الطبيب الجرّاح والمعالِج النفسي الى أقصاه بعد الانتهاء من عملية جراحية ناجحة او مساعدة المكتئب في رمي الانتحار على رصيف التهميش.
وأخيراً،لا يسُعنا القول إلاّ أنه :
طوبى للعقول النيّرة التي تُسهم في رسم الابتسامة على الوجوه الحزينة ؛ وحصد نتائج ايجابية من عمق الألم الصارخ.
وهنيئاً للأيادي المتشابكة في خدمة العلم والانسان.



















