واقع مرير.
أهو التطوّر التكنولوجي الذي حوّل حياتنا، وقلبها رأسا على عقب. أم أننا نحن أصبحنا كالرجل الآلي، حياتنا مليئة بصخب العمل وضغوطاته، وعند المتنفّس لا نلجأ إلى من نحكي له عن همومنا، بل نقصد العالم الافتراضي الذي خلق لنا هالة أصبحت تحيط بنا من كلّ حدب وصوب، فانعزلنا عن العالم البشري، وانخرطنا في عالم وهمي افتراضي.
كم هو مرير واقعنا، أصبحنا نعيش ضمن مجتمع افتراضي، وهمي، بعيد عن المشاعر، بعيد عن الشعور بالآخر. نواسي بعضنا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، تفككت أوصالنا، فبتنا نعيش غربتنا ونحن ضمن وطننا.
الأمر يبدو طبيعياً للبعض، وغريبا ومريبا للبعض الآخر، فكلّ هذه التّغييرات التي طرأت على حياتنا، جعلتنا مضطرين لاتباعها رغما عنّا، وإلا أصبحنا كمن يعيش في عصر غير عصره، أو كمن جاء من كوكب آخر وعالم آخر، مختلف كليا عن ما يعاينه ويراه.
هذا هو التّطوّر الذي وصلنا إليه، تطوّرنا إلى درجة أن العائلة تفككت، صحيح أنّنا نعيش تحت سقف واحد، في بيت واحد، ضمن عائلة واحدة، ولكن المفارقة هي أنّ كل فرد من أفراد العائلة بات ينتمي إلى عائلته الخاصة وعالمه الخاص وهو العالم الافتراضي الموجود ضمن هاتفه المحمول. هذا الصغير بحجمه، يحملك إلى عالم واسع لا متناه، يسلخك عن واقعك الحقيقيّ ليلحقك بعالم آخر افتراضيّ.
إلى أين، إلى أين سنصل بعد كل هذا التّشتت والانفصال الداخلي عن العائلة الأساسية؟، فنحن فقط ظاهريا ملتصقين بالعائلة، ولكن باطنيا نحن منفصلين عنها، منسلخين عن واقعنا الحقيقي، ملتصقين بعالم رقمي افتراضي.
التوعية ثم التوعية تم التوعية، هي الحلّ الوحيد للحفاظ على ترابطنا وحماية مستقبلنا ومستقبل أولادنا من خطر العوالم الافتراضية.
وجد بوذياب
الشاعرة إيناس أصفري لمجلة أزهار الحرف حاورها من القاهرة ناصر رمضان عبد الحميد
تقديم : تربُطني علاقةٌ وشيجةٌ بالشّاعرة السوريّة المبدعة إيناس أصفري، علاقةٌ ثقافيةٌوأدبيةٌ تحولت فيما بعد إلى صداقةٍ متينة. تابعتُ مشوارها...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي