الشاعر الكبير :عصمت حسان لمجلة أزهار الحرف

شاعر جعل للغة مرفأ وللأدب شواطئ، غنى مع السواقي، وغرد مع الصباح، أطلق شعره فلبغ عنان السماء.
إنه الشاعر الكبير :عصمت حسان
صدر له أخيرا بمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب 2022
المجموعة الكاملة شعر
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف هذا الحوار :
1تشهد الساحة الادبية الكثير من ولادة المنتديات الأدبية الثقافية، اين تجد موقع شواطيء الأدب بالمقارنة مع المنتديات الأخرى وما الذي يميزه عنهم؟ شواطىء الأدب تأسس قبل قرابة السنوات الخمس ، ومنذ تأسيسه أردناه مختلفا من حيث الشكل والمضمون، نحن خلال المرحلة الماضية استضفنا على منبرنا أهم الشعراء والشاعرات في لبنان، كنا نضع المقاييس، ولا نقبل بأي تجربة غير ناضجة ومكتملة لتقف على منبر شواطىء الأدب، يالاضافة إلى أننا أقمنا أكثر من مهرجان عربي لشعراء كبار من العالم العربي، وأقمنا أمسيات لتجارب شابة آمنا بها ووجدنا فيها الوعد الأكيد ، كذلك أنشأنا تجربة جديدة على المنتديات الأخرى حين أطلقنا سلسلة مطبوعاتنا ، بحيث نطبع كل عام خمس مجموعات شعرية لشعراء لبنانيين وعربا ، تجد فيها التميز والاضافة.

٢بعد مشاركتكم في فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب ٦٢ أين ترى المجتمعات العربية من قراءة الشعر والاهتمام بالأعمال الأدبية بالإجمال؟ شاركنا في معرض الكتاب العربي الدولي ال63 بجناح ضم منشورات المنتدى ودواويني الخاصة، وفتحنا الباب للأصدقاء لكي يعرضوا ويوقعوا مجموعاتهم في جناحنا بلا مقابل وبتسهيلات كبيرة في الاعلان والخدمات.
وأنا أرى أن القراءة مستمرة، وليس صحيحا مايقال أن القارىء العربي مات، والدليل حجم الاقبال على شراء الكتب وخاصة من جيل الشباب.

٣_مؤخراً وقعت ستة دواوين ضمن فعاليات المعرض فما هي الفكرة الأكثر حضوراً والتي تريد ان تسلط الضوء عليها من خلال هذه الدواوين مجتمعة؟

_وقعت 6 دواوين لي في هذا الموسم لمعرض الكتاب،وأنا حين أكتب لا أحدد التوجه، القصيدة تختار منهجها، والحياة بكل ما فيها من صخب ومعاناة هي البوصلة، الوطن وما يعانيه اليوم له الحضور الأكبر في قصائدي، والناس الذين يتحملون المعاناة والتعب من كل شيء هم أبطال حروفي.
أيضا أكتب للحياة والإنسان والمجتمع، وأكتب للشعر هذا الكائن الذي أعتبره خسبة الخلاص من كل مايعاني منه الانسان المعاصر.

٤ما هو دور الشعر والشعراء في تحريك أفراد المجتمع من التفاعل مع قضاياهم الإنسانية؟ قديما كان الشاعر لسان القبيلة، كان المحور والمحرك والمحرض، اليوم نفتقد لهذا الدور، تغيرت أحوال الناس، وسيطرت وسائل التواصل المليئة بالخفة والسطحية، ومع ذلك أنا شخصيا مازلت أؤمن بالدور الرسولي للشاعر وأنه قادر بقصيدة ربما على تحريك الناس لكي يقوموا إلى الفعل.

٥ما هي المساحة الشعرية التي تعطيها للحديث عن المرأة؟ ولماذا؟ المرأة هي الموحية، وهي الدافع لكل شعر وشاعر، وأقصد هنا المرأة عموما، الأم بالدرجة الأولى ، الزوجة،الأخت، الصديقة، في شعري حضور للمرأة بكل تجلياتها ، هي الملهمة لكل حب ووفاء واستمرار في الحياة.

٦قلائل هم الشعراء الذين يخاطبون الحكام ويسلطون الضوء على فسادهم وظلمهم لشعوبهم فما هو الدافع الذي جعلك بأن تكون واحد من هذه القلة وما هي الغاية من ذلك؟ الساكت عن الحق شيطان أخرس ، وأنا لا أريد لي هذه الصفة، علمني والدي أن أقول الحق منذ يفاعتي، حتى ولو تلقيت العقاب ، وحين كبرت، ووجدت الشعر وسيلتي الأولى والأخيرة للتعبير، وظفت قصيدتي في محاربة الظلم والظالمين، منذ قامت الثورة الشعبية في لبنان، كتبت لها ووقفت إلى جانبها بحبري وقلمي ، ولا أزال أفعل، لأنني أؤمن بقيامة بيروت، وأؤمن بقيامة الوطن من تحت الأنقاض ولو تأخر الوقت ، ولو دفعنا الثمن من تعبنا ودمنا.

٧إحدى قصائدك تحمل عنوان” بين الأمس واليوم” فكيف توصّف الشعر والأدب بالمجمل بين الأمس واليوم؟ فارق كبير بين الأمس واليوم، طفولة الزمن تختلف عن كهولته، وكل يوم يأتي يحمل الخراب أكثر لكل الكوكب، والشعر أيضا تغير، قصائد الأمس كانت أقرب إلى الشعر الحقيقي، اليوم اختلط الحابل بالنابل، وشاعر اليوم لم يعد متحملا للمسؤولية التاريخية كما شعراء الأمس، والسبب أن الشعراء الحقيين قلة.

٨ما هي الرسالة التي تود ان توصلها لمتابعيك من خلال كتاباتك الشعرية؟ أهم رسالة يمكن إيصالها هي التأكيد على أن القصيدة ما تزال مؤثرة، وأنها ليست المرآة فقط، بل هي الرائية والكشّافة والسباقة إلى اكتناه الحياة ، والتوغل في مسامها وخلاياها.

٩_ما رأيك بملتقى الشعراء العرب وفكرة تأسيسه التي طرحها الشاعر المصري ناصر رمضان عبد الحميد عضو اتحاد كتاب مصر وبالتعاون مع ثلة من الشعراء المميزين؟
_أيّ ملتقى يجمع الشعراء أرفع له القبعة وأدين له بالشكر، لأننا بحاجة فعلية إلى تجمعات تقوم على احترام الحرف، وعلى توحيد الكلمة.. وكل التحايا للشاعر الصديق ناصر رمضان عبد الحميد على جهوده ، وأدعو له بالموفقية والنجاح.
حوارته من بيروت :نجوى الغزال