فتاتٌ… ويكفي
فتاتٌ من الضّوء يكفي لكي أستحيل فراشًا…
وقتها كنتُ في سترةِ الغيم أحجبُ نفسي عن الصّاعدين من اللّامكانِ إلى اللّامكانِ
لهاثٌ وفوضى وأسرابُ خوفٍ وريشُ حمامْ..
وطفلٌ يهزُّ عناقيدَ صدر السّماءِ لأجل الحليبِ
فإنَّ النّواهد في الأرض جفّت قبيل الفطامْ..
ودكّانُ شيخٍ عجوزٍ يوزّعُ (غزْل البنات) على من لفرط الشقاوةِ قالوا: “دعونا، بما قد تبقى من الطّفلِ فينا، نقشّرُ وجه السّحابِ
ونرمي القشور أمام خطانا
نذوق التَّزحلق فوق الهواءِ
ارتطامًا مثيرًا بطعم السّماءِ
فكم قالها الحكماء مرارًا: رضيعُ الصّباحات يخرج من بطن ذاك الرُّكامْ!”…
فتاتٌ من الموت يكفي
لأن تتجلّى رباطةُ جأشِ الحياةْ؛
نساءٌ يُقبِّلن أعينهنَّ ويفضحن غيَّ الرّداءِ
يُزيِّنَّ بالرّوحِ واللازورد السّماويِّ كلَّ المفاتنِ
ثمّ يحاولنَ رسمَ خرائط أخرى، بدون حواجز،
للطّيبين الّذين ازدراهم نعيقُ الجهاتْ..
ويرقصنَ رغم البُكاء المريرِ
وهَمِّ العيالِ الكثيرِ
بخصرٍ يؤجّجُ نشوة ضوءٍ فتيٍّ
يُحرِّضُ من يعتريه السُّباتْ..
ويشدو:
“هو الله أقربُ ممّا تظنُّ الأساطيرُ
ممّا تلتهُ الدّساتيرُ
من (قيلَ) أو (قالَ)…
غنُّوا…
غنّوا وغنّوا وغنّوا
هو الله يعشقُ هذي الصّلاة!”…
مريم أديب كريّم
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي