عبير العطار شاعرة وروائية، فيها من العروبة حسبا ونسبا وابداعا، صدر لها حديثا رواية(غواية روح)
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف
معها هذا الحوار
حاورتها من لبنان :نجوى الغزال
الشاعرة والروائية عبير العطار لمجلة أزهار الحرف
حوار :نجوى الغزال
لبنان
١أين تجد عبير ذاتها في الشعر أم في النثر؟ الشعر هو جزء من كينونتي، أنتمي له..أتنفسه وأحيا به لذا أجدني دوما في معيته فهو وسيلتي للتعبير .. لتحرير الروح..هو جسرٌ بيني وبين البشر أمده كي أعبر الحياة…وأواجه به كل الصعاب. ٢ما هو الخيط الوهمي الذي يجمع بين العلوم المعرفية التي درستها في الجامعة وبين الأدب؟
نور العلوم المعرفية الذي يفتح بوابات الخيال ليعكسه على مرآة الأدب..ينير العقل..والروح ..يحفزنا كي نفهم.
٣أين عبير من التجدد والإبتكار في أعمالها الأدبية من شعر وغيرها؟ كنت في بداياتي أرى العالم بأبعاد ثلاثية لكني أراه الآن بأبعادٍ لا متناهية وكلما اتسع الخيال بتلك الأبعاد مكنني من إيجاد صور شعرية مبتكرة،ومكنني أيضا من تحويل فلسفتي في الحياة إلى رسائل مشفرة عبر رواياتي. ٤بماذا تمتاز عبير القاصة والروائية عن معاصراتها في هذا المضمار؟
ربما يصعب على الإنسان تحديد إطار تميزه.. ولكن يُشهد بأن لي لغتي المميزة ،مفرداتي وأدواتي أطوعهم ثم أفتح نافذة الوعي للقارئ كي يستدل بها على بصمتي الكتابية .
٥إذا خُيّرتي بين الشعر والرواية ماذا تختارين ولماذا؟ لو كان السؤال ذاته قبل أعوام قليلة لكان الشعر .. لكن بعد تجريب العمل الروائي برغم صعوبته ..سأعترف إن قلمي وقع في عشق هذا اللون الأدبي دونما قصد لذا سأختار اليوم الرواية.. لأنها قد تحتمل تضمين الشعر في جنابتها …الفضاء السردي أرحب. .. ينقلني في سموات الخيال السابعة والثامنة وربما أكثر. ٦يشغل الحب والوجع مساحة لا بأس بها في أعمالك هل هذا إنعكاس لوجع وحزن تعيشه عبير الشاعرة ؟ وهل تتأثر كتاباتك بشكل كبير بحياتك اليومية أم أن هناك فصل؟
لا شك أن بعض أحداثي الحياتية تؤثر بصورة أو بأخرى على كتاباتي خاصة أحزاني المتعددة ابتداء من الغربة التي مارست دورها وأنا بعيدة عن أهلي سنين طويلة.. وفاة والدي في عام ٢٠١١ وقد فصلتنا المسافات وأنا المتعلقة به كثيرا، ثم أخيرا وفاة والدتي منذ عدة أشهر وأنا شاهدة على عذابات مرضها .. أوجاع الأوطان ..تشرد البشر..هجراتهم الغير مشروعة وموتهم على الشواطئ…هي أوجاع طويلة الأمد.
الفصل بين أحزاننا وأوجاعنا الخاصة والعامة ضرورة ولكن الحياة لا تمهلنا فرصة القبض عليهم أو زجهم في سجن النسيان ..كلما حاولت فعل ذلك يطفو على سطح الأحداث مجددا ما يؤلم القلب ويوجعه.
وعلى كلٍ أنا أتقمص دور المحبوبة في قصة خيالية جميلة فأكتب للحب ما استطعت لأنه الأبقى والأهم … كي أصرع الحزن بضربة قاضية .. لأننا بحاجة إلى توليد طاقة إيجابية باستمرار لنضمن لأنفسنا لحظات من السعادة وكي نمنح الآخرين فالسعادة هي اللحظة التي تستطيع فيها إخراج نفسك من قعر الظلام إلى فوهة النور..وسأعيش لألد الفرحة فإن لم أستطع سأزرعها في قلوب آخرين.
٧في ” غواية الروح” لماذا لم تسمح عبير العطار لقلبها بالإمتلاء؟ مما تخاف مع أنها تتظاهر أنها بلّا خوف؟ فلسفة التعلق بالأشياء..بالأشخاص جعلتني أضع مبدأ عاما أو دستورا للتداول مع البشر :الاستغناء والاستكفاء فلا يوجد إنسان بلا مخاوف..ومن ينكر ذلك فقد كذب لذا إرادة الحب تخرجني من مخاوفي تجاه الفقد ..الفراق وكذلك الحزن،فأشعر بالراحة والرضا إذا ما طبقت هذا المبدأ. أما سؤالك عن الرواية ..لماذا لم تسمح عبير العطار لقلبها بالإمتلاء؟!فهو لسان حال البطل “صلاح”.. رجلٌ يبحث عن ضالته في إمرأة تشبع روحه العارية الفارغة ليمتليء بالرضا لكنه لم يجدها رغم تعدد زيجاته..وعلاقاته. أما عن نفسي فلا أسمح لقلبي بالامتلاء لأني دائمة الاصطدام بواقع لا أريد تصديقه.. كخيانات من حولي..كمصالح لم تكن أبدا مشتركة.. لا أريد التعلق بالبشر ..بالأشياء فكل شيء قابل للتغير والتبدل حتى المشاعر ..ومع المثاليات والقيم النبيلة التي تربيت عليها هناك خطر كبير أن أجد أمانا وسط البشر..لا أمان إلا مع الله . ٨متى تختارين العزلة عن الناس وتجالسين روحك بصمت؟
حين أفتقد الإنسانية.. حين أفتقد نفسي ونفسيتي..حين يستلبني الشر كي أقع في شراكه،أبتعد..أغلق باب صومعتي وأعتزل كل من حولي إلا للضرورة.
٩_لماذا تذكرين الحب بكتاباتك بصورة ضبابية هل تخافين الحسد أم تخافين المجاهرة به؟
ما أجمل الحب وأنا أول المصدقين بدقة القلب ، قلبي لا يعرف الكراهية ولا يخاف حسدا..أكتب ربما بصورة ضبابية لأنني لم أجده في حقيقة الأمر والخيال يظل خيالا .ولأن القبول نعمة من الله فعالمي من المتابعين والأصدقاء يرون فيّ طاقة ضوء وإيجابية لذا أنا أعيش بالحب من حولي و خُلقت لأجل الحب ..لأجل هذه الرسالة في زمن سيطرت عليه كل عناصر الحقد ..الغل والكراهية ..
١٠أين عبير من قضايا الشباب المعاصر في رواياتك؟ رواياتي وأشعاري كلها تعالج قضايا متعددة للشباب ولكافة المجتمع فمثلا روايتي الأخيرة “غواية روح “تعالج قضية هوية العربي المغترب في دولة خليجية..قضية طموح الشباب في الثراء السريع، صراعات الشباب بين الرغبة والشغف ..قصائدي أيضا كانت تعالج فكرة الهجرة غير الشرعية للشباب ،صراعات تضرر الشباب من اللجوء لدول أخرى وقت الحروب،فالشباب هم أهم قضية في حياتي ليس فقط كوني أديبة ولكن أيضا كوني أم لثلاثة شباب ربيتهم وحدي وبنفسي فأضع نصب عيني كل همومهم. ١١هل كثرة المنتديات الشعرية هي دليل عافية على مستوى الانتاج الأدبي والفكري أم هي لملأ فراغ يعيشه أهل الفكر في ظل الأزمات التي تضرب عالمنا العربي خاصة؟
المنتديات كفكرة كانت جميلة المنبت في البداية لأهدافها السامية في التشارك في الأفكار وطرح مواضيع للنقاش وتعارف النخبة الأدبية لكن كثرتها مع اختلاط الحابل بالنابل منح المتسلقين على الأدب والأنصاف والأرباع مكانة لا يستحقونها مما جعل الأدباء الحقيقيون في عزلة ليتصدر المشهد فكرة ملء الفراغ واسقاط أزماتنا على الفراغ والعزلة النفسية القاسية في عام كورونا٢٠٢٠
العالم يتغير من سيء لأسوأ ومع هذا الوقت الكبير المهدر في اللاشيء فقدن معظم المنتديات أهدافها الحقيقية التى من أجلها بدأت وصار الهدف كثافة الحضور أيا كان المحتوى والمضمون.
١٢_ ما رأيك في ملتقى الشعراء العرب الذي أسسه ويرأسه الشاعر المصري: ناصر رمضان عبد الحميد ؟
ليس جديدا على الشاعر ناصر أن يقدم في ملتقاه كل جديد في مجال الأدب والشعر وهو ينتقي الأشخاص المتميزين..لكنه كفاح عكس التيار الحالي الذي يصدر لنا الرداءة..فتمنياتي له بكل التوفيق لأنها مهمة ليست سهلة ولكنها تستحق المثابرة.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي