قد يحدث لنا أن نمزّق نسيج افكارنا القديمة و البالية و لكن هل فكّرنا كم هذا الأمر سيستهلك من وقتنا و طاقتنا و عمرنا؟ هل فكّرنا بهذا الثوب الجديد الذي سوف يلبسنا و نلبسه ما إذا كان يليق بنا أولا ؟ ام بات تقصيرنا في إدراكنا الفكري يجعلنا نخشى هذا التغيير و التلوّن بما يليق بنا ليواكب تطورات كوكب الأرض و التغيرات البشرية و عقولها في آن معا.حسنا،فأنا أدعوك الى نزهة معي إلى البحر.عندما تراقب هذا البحر الواسع و طاقاته المتغيّرة فتارة يكون وحشاً تخشى ركوبه و مرّة تنبهر بهدوئه المخيف و تارة تًواجهه دون الشعور بأي ذنب قد يؤدي بك إلى شفير و هاويةالمًوت و المخاطر.فالبحر يا قارئي هو البداية لمعرفة هذا التغيّر فهو الذي يتجدد مع تجدد الفصول من خلال دورة المياه الغيمية.ناهيك عن الشمس و بزوغها و تمرّدها ، فهل كل أوقاتنا ظلمات ليلية أم هي تتدرّج من ستائر الظلمة ،فالفجر ،فالنهار وصولا الى الغروب. الحياة ، هي من تعلّمنا ان افكارنا
البالية والمتردّية بحاجة إلى تجديد كأيامنا و لياليها و نهاراتها!؟اليس خفقان أجنحة الكواكب و النجوم دليل على أن المساحة الكونية و مجموعاتها الشمسية هي نسيج متبدل فهي لا تتسمر في وجهة واحدة إنما هي في تقلّب و تضارب مستمر .لذلك يا قارئي لا تخشى التبدّل أنت أيضا و لا تأبه إن حكمت عليك الحياة في تبديل و تمزيق فكرك البالي القديم واستبداله بنسيج فكري متناسق يتماشى مع تغيرات زمانك.فكما الحياة في دورتها تتجدد أليس من الأجدى ان تتطور وتصبح أنت غير الذي عهدت نفسك عليه و الذي تفاقمت عليك تجارب جمّة من الفضائل و القبائح و مارستها بحق نفسك و الاخرين.أنا أدعو إلى عشق هذا النسيج الحديث و التشبث برهاننا أن نجعل من أنفسنا أداة للتغيير نحو أفكار تقودنا إلى أن نعيش الحياة دون فوضى و دون ارهاق أنفسنا .إنه التمرّد على ما فاضت به أرواحنا المتعبة حتى مارست الموت و هي حيّة.إنها الأفكار العصيّة على تقدمنا نحو فلسفة الحياة التي يجب أن نخوضها و فيها فلسفة الاضداد و نقض الرذائل التي نشذبها بوسائل شتى.فلسفة هذا التطور و التغيير هي ليست ثورةعلى الاخر بقدر ما هي ثورة على أنفسنا و على التناقضات التي نمارسها و نحن معتقدين أننا على صواب.فلنبقي هذا الفكر القديم عاطل عن العمل و لنطلق العنان لأسلوب جديد نستمتع في صناعته من أجل صناعة دورة حياة جديدة فربما هذا الاخير يصبح يوما ما بالياً أيضا و يصبح هو مخاض لوليد فكر اكثر منه حداثة قد لا ندرك مكنًوناته…
مريم درويش .
تغريد بو مرعي.. وفلسفات على حافة الروح/ بقلم الكاتب محمود قنديل
تغريد بو مرعي.. وفلسفات على حافة الروحبقلم/ محـمـود قـنديـلكاتب مصري في كتابها النثري "فلسفات على حافة الروح" تذهب بنا الأديبة...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي