نزل الصيّاد من القارب و ربطه ، ثمّ عاد إليه ليحمل صيده فخورًا : سلّة كبيرة من السمك الطازج . وضع السلّة جانبا و راح ينظر حوله و كأنّه يبحث عن أحد ما. و مضت ساعة و الصيّاد يروح و يجيء و ينظر إلى وجوه الناس من حوله . إلى أن رأى رجلا في مثل سنّه تقريبا يتوجّه صوبه مسرعا . و ما إن رآه الصيّاد حتّى بدت على وجهه علامات الارتياح فاقترب منه و قال معاتبا :” لماذا تأخّرت يا سليم ؟” لقد قلقت عليك .”
ردّ سليم معتذرا :” أنا آسف يا صديقي ، لم أستطع أن أترك أمّي ، أنت تعلم أنّها عاجزة عن الحركة، و أنا أهتمّ بها ، فلا أحد لها سواي في هذه الدنيا.”
ردّ طارق نادما على تسرّعه في عتاب صديقه :” لا بأس يا صديقي أنت معذور .” و التفت إلى السلّة بجانبه و قال مفاخرا :” أنظر ، لقد كان الصيد وفيرا اليوم.”
فقال سليم فرحا :” الحمدلله على نعمه . سوف آخذ السمك و أبيعه كالعادة. و أكمل ممازحا:” الغلّة وفيرة اليوم سيكون الربح مضاعفا.”
و تعانق الصديقان ، و جدّدا عهدهما على أنّهما خلّان لا يفترقان .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي