.
عنقاء الياسمين : هدى عبد الغني*
*بقلم الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
لامبدع بلا طموح ، ولا إبداع بلا طاقة خلاّقة ، ولمّا كان الإبداع تجديدا ، فهو الشعلة التي تضيء طريق الغد ، ولا يخرج الإبداع الأدبي عن هذا الإطار محددات أو مخرجات.
وها نحن اليوم نتوّقف ،أمام تجربة إبداعية أدبية من هذا الطراز، عنوانا ومتنا ، هي تجربة المبدعة هدى عبد الغني ، بل اسما ونتاجا ، تظلّلا بفيء ياسمين شآمي ، فتضوّع أريجه شعرا ونثرا لحكايا وقيم ، عبقت به منصات نشر سورية وعربية وأوروبية ، ومنابر غير مهرجان في أنحاء سورية .
هدى ، والاسم غنيّ بالمعاني ،منها ضوء الإيمان ولا يكون إلا في القلب،
ومنها الإرشاد، أو التنوير إلى الطريق المستقيم، وهو يدلّ على الحق، فالهدى عكس الضلال .
وكما هو الإسم رقيق اللفظ ولطيفه، فمن سمات حاملاته ، الذكاء والطموح والإخلاص والمبادرة ،تراها فتاة صبورة ، جديرة بتحمل المسؤولية ، وشخصيتها مليئة بالطاقة الإيجابية، وبثّ السعادة في قلوب الناس، وتقبّل آرائهم ، كما أنّها ودودة القلب والنفس .
ولعلّ من يقرأ أشعار هدى عبد الغني ، يلمس مدى تمثّلها ،هذه الصفات ، وهي تصوغ قصيدها شعلة أمام الناشىة ، مكرّسة قيما تربوية ومجتمعية سامية ، وهي التي نذرت نفسها لرسالة التعليم والتنوير .وهي التي تعدّ التعليم :” رسالة الأنبياء ..وأمانة لدينا من الأولياء يؤديها الشرفاء# #.
حين فاح شذى يراعها من ،، أزهار الحرف ،، وصفحاتها لفتني أول نصّ أقرأه لها ، بسلاسة لغة ، وصور بلاغية جاذبة ،كان بعنوان :
(صوتك زوادة أيامي )
……..
” سأخلع ثوب الموت عن أيامي
وأروي أزهار عمري و أعانق السماء
وأنا أسمع صوتك
…..ّ..ّ….
وأنا أتخيل ظلك في كل مكان
وبراكين اللهفة أغرقت القلب
…….
لكن صوتك
عاد يغزل الفرح في عمري
وعدت لأملأ زوّادة أيامي
من حبّ وأمل
…………
وصار وجهك يحاصر أيامي
ويستوطن المرايا
ويبقى صوتك زوادة أيامي”
” صوتك يغزل الفرح” وجهك يستوطن المرايا” صور شفيفة محمولة على مفردات رفيفة ، فأمتعتنا بلوحة جاذبة ، والشعر:لوحة فنية مرسومة بالكلمات ، حسب شاعرتنا نفسها ##
موهبة هدى تفتّحت مبكرا عن أكمام أزاهيرها ، فمنذ المرحله الابتدائيه كانت ممتيّزة بمواضيع الإنشاء ، أحبّت الشعر وبدأت تكتبه ،مشدودة بكل ما يثير الأحاسيس من فرح وحزن وحبّ على ما تقول في حوارها في مجلة ازهار الحرف الغرّاء **
(إبق كما أنت )
“إبق كما أنت كوردة برية”
…..
،،إترك نظراتك تعيداني..
إلى حدود قارات العشق المجنونة
دعني أتجوّل حول
مدارات عينيك
فأنت الحياة كلها
……..
فأنت روعة الأشياء
كيف لا أفتقدك وروحي
عالقة على جدران وجودك..،،
ولاتكتب مبدعتنا لمجرد أن تكتب ، الشعر عندها رسالة وبلسم حياة : ((هو سبيل الحوار والتفاهم بين الشعوب، الأكثر تعبيراً عن المشاعر، وكل ما يختلج في الصدور ، فلم لا نعود لأنفسنا ، خارج ضغوطات الحياة ، ونريح قلوبنا وأرواحنا بقراءة أوكتابة قصيدة أو نثرية ، تبعدنا عن القنوط والمتاعب ، فالأمل سرّ الحياة ## .
ديوانها الأول جاء بعنوان لافت ،، اللّهب القارص ،، وتعني به ،لهب الحب المفجّر للمشاعر،وما الحياة بدونه ؟!! تراها تنشد فيه:
( داخل ظلّي )
” وأنا أسيرة مداراتك
لنجوم ليلك
موسيقاها الخافتة
وأناديك يا أنا..
…….
داخل ظلّي ..داخل دمي
حتى لو ابتعدت
سأحبّك أكثر … “
وفي نصّ ( افتش عنك ) نقرأ :
” عندما غادرتني ..
صار ليلي غابات ضياع..
…….
كنت افتّش عنك بصمت
وأبكي بصمت
حتى صار الفضاء يردّد صدى صمتى.”
وهدى ،” عنقاء الياسمين “* وعاشقته ،تنسّمت عبقه ، وعانقت أشجاره صباح مساء ، حين ترعرعت في دمشق ، وفي جامعتها أبحرت في الأدب الفرنسي قبل أن تدرّسه في مدارسها ، تكتب في مختلف الأجناس الأدبية ، لديها مخطوط قصصي وآخر شعري ” ذات مساء ” قيد الطباعة ، وممّا جاء فيه:
(احتل سمائي )
” أنتظر شروقه وغروبه
أنتظر ظهوره وغيابه
هو غيمة دخلت حياتي
هو قمر احتل سمائي
وله ابتهالاته
هو لي مثل العطر للورد
……..
مثل الدروب والفصول
ومثل النبض للقلب
يطوف في دنياي
ويطوف
وترتمي نجومه
في شعري حروف ”
وشاعرتنا ، لم تقارب القصيدة التقليدية ، فقد حر ّرت يراعها من قيود الفراهيدي ، لتكون حداثيّة ، هي شاعر ة ،،ومضة ،، بامتياز وتراها :” حالة شعورية أسرع في رسمها بأحرف على ورقتي وغالبا ماتكون ملقاة على طاولتي وحيدة، فتحيا من جديد وتلحق بأشباهها من الومضات دون أي تعديل”## على هذا النحو من البوح العفوي :
*كيف أستطيع أن أمسح توقيعك عن مساحات أيامي؟ *
*” معه اكتشفت أجنحتي للمرة الأولى
سعيت إليه مشغوفة بكلماته
تسلّل إلى دماء حبري
وألقى دمع أيامه على كتاباتي
سرت معه على حبل ممدود بين النجوم .
وكما وضع أول نقطة على سطر الحبّ
وضع توقيع النهاية على سطر حياتي”
*التقيتك: ودهشت كم كنت ميتة بدونك ،وكم كنت حياً في قلبي!! *
شهادات :
الشاعرأديب نعمة ، وفي تصريح خاص ل ،، أزهار الحرف ،، وصف الشاعرة هدى بأنّها (( أديبة راقية، من أديبات الصف الأول اللواتي أبحرن عميقا في بحار اللغة ، واستخرجن نفائس الدرر الأدبية لتزيّن صفحات الأدب، وهدى تعتمد الصورة الأدبية الموحية ، وتجنح إلى استخدام الرمز الشفاف))..
الدكتورة انتصار عبد الهادي نائب عميد أكاديمية القصر الملكي للشعراء العرب وسفيرة السلام، وصفت الشاعرة هدى بأنها :((صاحبة شموخ ز إحساس مرهف، واختيار رائع لكلماتها ، برغم بساطتها نرى في كلماتها الصدق، فعندما تكتب كأنها تعزف لنا أجمل سيمفونية )).
الأديب المصري د. هشام عبد المنعم عميد أكاديمية القصر الملكي للشعراء العرب – القاهرة : وفي تصريح خاص ل ،، أزهار الحرف ،، قال:(( د.هدى عبد الغني كاتبة مبدعة وشاعرة راقية ، تمتاز بالتنوع في كتاباتها ، ومن أجمل ما قرأت لها نصّ (نداء النسيان) ، يتميز شعرها بعذوبة الكلمات ، وصدق المعاني، وأراها گ ،،السهل الممتنع ،،حيث تصل كلماتها إلى القلوب وتصدقها العقول )).
،، همسة حب للشآم “
((شآم ….يا درّة الشرق أنت حبيبتي
لؤلؤة الكون يا قصيدتي
في الغوطتين وقاسيون ذاكرتي
وفي بردى شهيقي وزفراتي
شآم يا مورد الحب الأبدي
منحتك روحي فاقبليني
عاشقا هام اشتياقاً لقبلة الجبيني ))..
*هدى ..
*بالإذن من ،،عنقاء النيل،، وعاشقته…الكاتبة السودانية المبدعة رندا عطية .
# من حوار الشاعرة في مجلة ،، زهرة الليلك ،، وليلك برس لكاتب السطور.نيسان ٢٠٢٤
** حاورتها في مجلة،، أزهار الحرف ،،الشاعرة ،، جميلة بندر٢١ آذار ٢٠٢٤
…
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي