المشاهد العربي والأخطاء السينمائية
“فلم المشبوه “لعادل أمام وسعاد حسني انموذجا
مؤيد عليوي
“فلم المشبوه” إنتاج سنة 1981 م، ومن إخراج سمير سيف، وتأليف إبراهيم الموجي، وإنتاج واصف فايز، وبطولة عدد كبير من النجوم المصريين : سعاد حسني، عادل إمام، سعيد صالح، فاروق الفيشاوي، وآخرين .
جاء حوار الضابط طارق ( فاروق فيشاوي ) مع بواب العمارة في بداية الفلم:( يوجد حرامي داخل العمارة ، اغلق الابواب وافتح الاضواء) علما ان الضابط كان وقد وصل لتوه الى باب العمارة ولم يرَ سوى سيارة التكسي تتحرك امامه هاربة وفيها السائق مع شخصية حرامي ثاني( سعيد صالح ) هربا خارج العمارة بسيارة التكسي ؟! اذن السؤال مِن اين عرف ضابط الشرطة طارق ( فاروق الفيشاوي ) ثمة حرامي آخر داخل العمارة ؟! ..وهنا يأتي دور المشاهد الذي يعلم بوجود الحرامي ماهر النمر (عادل امام )مع شخصية بطه بنت ليل ( سعاد حسني ) وتأثره ابان المشاهدة ، لذا نرى المشاهد يتفاعل مع لقطة الحدث في بداية الفلم ليرَ ماذا سيحدث وكيف يتخلص الحرامي وبطته من ضابط الشرطة والبواب ،ولم يسأل كيف عرف الضابط بوجود الحرامي ماهر النمر داخل العمارة علما أنها بداية فلم دون مقدمات له وكانت بداية صادمة للمشاهدين وهي كذلك الى الان لكل مَن يشاهد الفلم وهي تحسب للمؤلف والمخرج في أداء مميز لإبطال الفلم .
إلا أن هناك خطأ في الحوار وتسلسل الاحداث آخرى ، فعندما جاءت في نهاية الفلم لقطة تألم ماهر النمر – اثناء خضوعه للتفتيش – فلمس احدهم مكان اصابته في قدمه المصابة في بداية الفلم برصاصة من مسدس ضابط الشرطة طارق . بينما في تلك بداية للفلم وهو يبحث عن حبيبيته بطه داخل نادي للشرب إذ دخل عراكا مع مجموعة شباب، استعمل فيه قدمه المصابة بقوة ولم يظهر على ملامح وجهه أنه متألم منها بل ليس ما يشير الى ان قدمه مصابة ، و ظل يمشي بطريقة طبيعية حتى لقائه بحبيبته بطه في زورق صغير على نهر النيل فيكون حوار ماهر النمر معها ليخبرها: أن قدمه مازالت تألمه قليلا ؟! ، هذا الحوار كشف الخطأ في اللقطات السابقة ، بينما نجد في كل لقطة يكون هناك ما يذهب بعقل المشاهدين إلى منطقة بعيدة عن الأخطاء في الحوار والاخراج ، حيث الرومانسية في زورق صغير على ظهر نهر النيل بعد مشاهد عنف وقلق ماهر النمر، جاءت اللحظة الرومانسية في الزورق بين ماهر النمر وحبيبته بطه مما يجعل المشاهد في حالة من التعاطف مع المشاهد الرومانسية ولا يلتفت للحوار بينهما، وكذلك كانت الحالة في حوار بداية الفلم حين كان الضابط يأمر بواب العمارة بغلق ابوابها بسبب وجود حرامي داخل البناية كما قدمنا في هذه بداية السطور، اذ كان المشهد الاول للفلم صادم للمشاهدين مما يجعل مَن يشاهد الفلم باحثا في تفكيره عمّا سيحدث دون ان يتلفت الى السؤال كيف عرف الضابط بوجود حرامي ثالث ماهر النمر بعد هروب الاثنين في سيارة تكسي أمامه .
وفي هذا النموذج ،فلم المشبوه، من الافلام العربية نجد مشاركة المشاهد في أخطأ الحوار والتصوير والاخراج لو عاد وشاهد الفلم مرات عدة لوقعه تحت تأثير المشاهدة الاولى والانطباع الاول والاحساس الاول لمتابعة ماذا سيحدث في اللقطة القادمة من مشاهد الفلم ، نجد هذه المشاركة دون قصد من المشاهدين كنا نجدها مثل هذه الاخطاء والمشاركة من المشاهدين مع افلام اخرى، كما ثمة نوع من المشاهدين وهم البسطاء في التفكير والوعي يتأثرون بشخصية البطل في الافلام فلا يبحثون عن السؤال في داخلهم لماذا قال الممثل هذه الجملة ولماذا كان لابسا كذا رغم أن الطقس لا يتفق مع ملابس البطل أو ملابس بعض الممثلين .وكيف صار الحوار هكذا ليكون المشاهدين مشاركين في أخطاء الافلام السينمائية العربية بينما نجد قراءة الرواية الادبية تكشف اخطاء الحوار والاحداث وتسلسلها سواء كانت الرواية عربية أو مترجمة عن لغات ثانية ، حيث القارئ يجد مساحة واسعة لإعمال العقل والتفكير بعيدا عن تأثير الصورة وصوت الموسيقى التصويرية وبعيدا عن تأثير حركة اجساد الممثلين .
كما نجد غياب اخطاء السينما هذه عن المسرح فالمشاهد في المسرح يتفاعل مباشرة ويشاهد وقائع واحداث كما يرى الحياة خارج المسرح بل ربما بسبب تفاعل المشاهدين مع جزء من المسرحية تتم اضافة ايجابية للمسرحية في ذلك الجزء منها .
……………………………………………..
انت وانا/ياسمين فؤاد عنبتاوي
أنت وأنا سأدعوك الليلة تحت أضواء النجوم في ليلة قمرية سنتأمل نجوم السماء بأعيننا سنعزف لحنًا جميلًا بدون ملل بدون...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي