أيرحل زياد؟
أيرحل زياد؟
أيُعقل أن يرحل الذين يشبهون الوطن حين كان يشبهنا؟
أيُعقل أن يغيب من كانت كلمته تشبه الصفعة، ونغمته تشبه الوجدان؟
أيرحل العباقرة؟ أم أنهم يتوارون حين تعجز الأرض عن احتواء جنونهم النبيل؟
رحل زياد
وما زالت مقاطع صوته تتجوّل في أروقة القلب
وما زالت البلاد، رغم صراخها، تبدو أكثر صمتًا من أيّ وقتٍ مضى
رحل زياد
الرجل الذي قال ما لم يجرؤ كثيرون على التفكير به
الذي مزج الموسيقى بالشغب، والحقيقة بالسخرية، والحب بالوطن الجريح
لم يكن فنانًا فقط
كان حالة، وكان استفزازًا جميلًا، وكان آخر ما تبقّى لنا من ذاكرة الصوت العاقل والرافض
العباقرة لا يموتون
هم فقط يتعبون من خيباتنا، من ضجيجنا الفارغ، من الهتافات التي لا تصنع تغييرًا
يرحلون لأنهم عرفوا مبكرًا أن هذا العالم لا يتّسع إلا للنسخ، لا للأصل
سلامٌ على روحك، يا من كنت “النشاز” الأجمل
سلام على أغانيك التي ستبقى حية
على نكاتك التي تشبه شهقة شعب
على وجعك الذي لم يُفهم كما يجب
نم قرير الصوت
فأنت لم تكن عابرًا، بل ضميرًا متنقّلًا على هيئة رجل