*جبانةٌ أنا…*
جبانةٌ أنا، إن اقتربَ الهوى
أخافُ الدفءَ… أخافُ الصدى
أخافُ من يدٍ تمسحُ دمعي
وتكسرُ بعد حينٍ مُرّ المُدى
أُحبُّ… نعم، ومن قلبي أحبُّ
لكنّ الحبَّ في عمقي، عدو
يلامسُ جرحي، يشدُّ روحي
ثم يتركني، كما تتركني الدروب
أحلمُ كثيرًا… بكتفٍ يُسندني
بصوتٍ يربّتُ قلبي إن ضاق
لكنّي أهربُ حين يحين اللقاء
أرتجفُ، يضيعُ صوتي، يُغلقُ النطاق
جبانةٌ… نعم، والليلُ شاهد
على رُعبي من حلمٍ واعد
كم مرةً قلتُ له “اقترب”
ثم هربتُ، كأنّي أنفي القاعد
كأنّي أخافُ النهاياتِ أكثر من البداية
أخافُ أن أعطي، فيكون الردُّ جفا
أن أُزهِرَ ثم أذبلَ في كفٍّ لا يُبالي
أن أُكسر، ولا أُرمَّمَ… كفى
قلبي هشٌّ، كأنّه زجاجُ مدينة
تسكنه الأحلام، ويهدمه صدى السكون
أشتاقُ لمن يفهمُ ارتباكي
ولا يُعاتبُ صمتي حين يسكنني الجنون
أنا لستُ حجرًا…
أنا ماءُ المطر حين يبكيه الغيم
أنا أنثى، تهربُ من الأمان
لأنّها لم تعرفه يومًا، ولا اعتادت النعيم
جبانةٌ، نعم… لكنّي صادقة
وكلّ ما أخفيه، مكتوبٌ في الدموع
فلا تلُمني إن أغلقتُ بابي
الحبُّ قاسٍ، وقلبي لا يحتملُ الرجوع
فاطمة الزهراة الميلودي