فؤادي مرآتك*
من بقعة الضوء أشاهد
كيف العشب المخضوضر
يرضع من الندى وكيف الندى يتراقص
ويهتز على وجنات الورد
هيا بسرعة البروق والرعود
نلملم خيوط العتم وخيوط النهار
نضممها كحزم القش قمحا وحبا
وننثر غبارها في قبضةالريح المقهور
القلب مسافر على متن أجنحةأحلامك
منقبا باحثا عن أغان الفلاحين
والحصيد ورائحة الزيتون..
فؤادي مرآتك لا ينام قبل أن
تطوي أحلامك تحت مخدتك
وتصقل وجهك كطبقات ماء الكوثر
وتسيل ملامحك وتفاصيل حبك
كحكايا المساء على من حولك
من بقعة الضوء الضيقة أشاهد
ظلالك تتبع ظلي بنهم وشوق دفين
وتطيل الشمس غيابها بين طيات الغيوم
وضباب موحش له براثن كالوحوش
ينقض على القلب ليحرقه
كما تحترق البلاد من حولك
ويجلس يحتسي نخبك في ظل التين
والجلاد يشرب بقسوة نسغا
من شرايين الأبرياء
ويلقي بالعظام المكسورة
في دم الأرواح البريئة
فلا تستغرب حينما
أصبح من أقرب المقربين لك
فمد لروحي في أسمك مد البصر
ولا تضيق على أحلامي وسط المدى .
د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي