قصة
وراء نافذة أرغفة الصبر …
من قصة لا تنتهي…
وراء الحشد كنت مكتظا في ذاتي .. تقذفني أمواج المنتظرين من كل إتجاه … أشد قدمي للأرض وجاذبية الوصول تكاد تنقطع وينقطع معها الهواء … وأما كورونا .. فلا نبالي بها … هي شبح صغير جدا مقارنة بأشباحنا …
أتبرم من نفسي .. وأفكر في الطوابير التي مازالت تنتظرني على الضفة الأخرى من الحياة .. ومن ضفة لأخرى عليك أن تعبر نهر الموت والقهر والذل.. ثم تجفف روحك وتكمل
رغم ثقل أفكاري وأحزاني .. كان جسدي خفيفا يتلاعب به موج بشري للأمام والوراء .. لليمين واليسار كأني في أرجوحة زمن علقت حبالها بطريقة غير متساوية فانداحت بغثيان …
آلاف الأحاديث كانت تمر حولي دون اكتراث كأن السر والعلن هنا لا فرق بينهما .. فالوجع لا يخجله الأنين … فهذه تحكي قصة طفلها في المدرسة.. وتلك خيانة زوجها وأخرى استشهاد ابنها.. ورجل يحدث عن قلقله حول نفاذ البنزين قبل وصوله .. وشاب يسأل عن وظيفة.. أو أي عمل يعمله… موزعا رقم هاتفه بحرقة… وآلاف الأحاديث التي تسمعها قبل إجهاض تلك النافذة لربطة الخبز .. التي ستبقيك على قيد بقاء …
في ظل هذا الحدث العظيم … كنت أفكر كيف تستطيع الحكومات النوم ومازال في حوزتنا ضوء الشمس …؟؟ وكيف يقبل رئيس دولة عربية على نفسه أن تتوزع الشمس بالتساوي على مواطنيه كما يتم توزيع رغيف خبز من الدرجة العاشرة على فقراء من الدرجة الأولى !!
صغارا ….نتوسل لله كطاغور .. ربي لاتجعلني جزارا أذبح الخراف .. ولا شاة يذبحها الجزارون..، ساعدني على أن أقول كلمة الحق في وجه الأقوياء ولا أقول كلمة الباطل لأكسب تصفيق الضّعفاء.. وأن أرى الناحية الأخرى من الصورة… ههههه
وها نحن اليوم في ظل تكنولوجيا “الثري دي” نرى ما بعد بعد الصورة بلا جدوى… نتناوب بين الذابح والمذبوح .. فمرة نذبح أنفسنا ومرة نلقي بأعناقنا تحت أسياف الوطن … بين رائحة الخبز والكرامة كنت لا أدري أيهما أجدر بي أن أشهق أم أزفر … أم أبكي … ابتعدت وأنا أردد العبارة ذاتها .. لن أبقى هنا .. رحلت ورغم رحيلي بقيت هناك …بين أحذية المنتظرين وعلى وجههم الشاحب وفوق أيديهم المرتجفة حين تدفع ثمن بضعة أرغفة من الخبز …من خلف حدود الصبر ورغم بعد المسافات … أستيقظ كل صباح على أصوات رجال ونساء الفرن… أرى تلك النافذه وأشم رائحة الخبز … ويرتجف قلبي…
يقين جنود
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي