غندورةُ العشرين
غندورةُ العشرينِ تراقصُ المرايا بجدائلِها المعقودة، ترسُمُ على اللوحاتِ الفنيةِ ثَغرَها الورديَّ متباهيةً بحمرةِ شِفاهِ ماركة ايف سان لوران، تُكحلُ عينيها بكُحلٍ بنيِّ اللون يناسبُ لونَ عينيها العسليتين، تتمايلُ قبلَ أن تطلِيَ خدودَها العشرينيةِ بمسحوقٍ بلونِ زهرِ الربيعِ، تغزُلُ من خيوطِ الشمسِ ثوباً حريرياً يكسو قدَّها الجميل، وبخفةٍ تدنو من قارورةِ العِطرِ الزكيّ، تنثُرُ أريجَهُ العابقَ الذي يذهلُ البيلسان، ويُثْمِلُ الورودَ فيتوارى الزنبقُ خجلاً.
غندورةُ العشرين، تضحكُ بصوتٍ عالٍ غيرَ آبهةٍ، تركضُ حافيةً على العُشْب، تمشي بثوبِها المبللِ على رمالِ الشاطئ، تبعثرُهُ بقدميها، تأخذُ كمشةً بيديها، تنثرُ حباتِهِ في الهواءِ فيتغلغلُ في جدائلِها والبسمةُ على شفتيها وقهقهةٌ تصدَحُ تُطْرِبُ أُذُنيها.
غندورةُ العشرينِ تراقِصُ خيالَها كعاشقةٍ مجنونة، تغني بنبرةٍ هستيريةٍ توقظُ النيامَ في ظلمةِ الليل، تدندنُ ألحاناً غيرَ مفهومةٍ من جيلِ آبائها وجدودِها، تتدللُ امام المرايا وتحادثُ بغنجٍ اهلَ السمرِ.
غندورة العشرين، زوبعةٌ تفتلُ ليلَ نهار، تغضَبُ بسرعةٍ.. بثوانٍ، تصرخُ بأعلى صوتِها، اجوبَتُها قصفٌ عشوائيٌ وكلماتُها الجارحةُ شظايا تُصيبُ العابرين.
لكنّ غندورةُ العشرين… قلبُها رقيقٌ وعشقُها شفافٌ وعفيف لم يعرفْ بعدُ خُبْثاً معمراً ونفاقاً متلونا.
الشاعرة المغربية نجاة رجاح أم سناء لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان جميلة بندر
اﻷدﻳﺒﺔ ﻧﺠﺎة رﺟﺎحأم ﺳﻨﺎءأﺳﺘﺎذة اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.ﻧُﺸﺮت ﻛِﺘﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﺪ و اﻟﻤﺠﻼت اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ.إﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻬﺎ ﻋﺪة ﻗﻨﻮات وإذاﻋﺎت ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ وﻋﺮﺑﻴﺔ.. ﻓﻲ...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي