الشاعر د. سليمان الصدّي:
نحوّل الغربة لفرصة
*حاوره الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
حين حدّثني عن نتاج يراعه ، تنفسّت معه آهات غربة ، قبل أن أقرأه ويفوح من ثنايا سطوره ، عبق توق ، لمرابع وذكريات ، عبق يتضوع من تجربة حياتية وفكرية عبر 5 مؤلفات ، محمولة على ،، تفاصيل ، برائحة الشوق ،،…
وهي ، وعلى تنوّع أجناسها الأدبية ، قاسمها المشترك تجذّر ووفاء ،كيف لا ! وهو المكنّى ب ،، الصدّي ،، دلالة على متانة تعلق بجذور جدّه في بلدة ،،صدد،، .
د. سليمان الصدّي، عاش ((الغربة ألما ومعاناة ، وتحديّات بنجاحات .)) لنحو 5 عقود ، يرى أنّ ((الإبداع الحقيقي لا ينجم إلا عن المعاناة، وفي الغربة نعرف قيمة الوطن …، ..أغادر سوريا ، لكن سورية لا تغادرني، …سورية السياج الذي يسوّر قلبي أينما اتجهت ، ليتني أمضي بقية حياتي ، تحت أغصان الزيتون الوارفة في إزرع الوديعة )) .
مع ذلك لايعدّ هذا ،، الصددي ،، نفسه أديبا ، بل هاو للشعر وعاشق للأدب، قول يشي بعفوية ماخطّه قلمه السبعيني المعتّق كما بتواضعه ، وهو الصحفي ونائب نقيب الصحفيين العرب الأميركيين في لوس أنجلس، وعضو في اللجنة العربية الأميركية للدفاع عن سورية .
عشية زيارته الراهنة للوطن ، وعلى وقع حنين ووغبطة ،كان لنا معه ،هذا الحوار الرشيق:
1- بمَ تحب أن تقدم نفسك للقراء، أديباً، أو مغترباً ناجحاً؟
أفضل أن أقدم نفسي أديباً يحمل في طيات كتاباته تجارب المغترب الناجح. فالأدب هو وسيلة للتعبير عن التجارب والمشاعر، وهو ما يسمح لي بمشاركة قصتي، وقصص الآخرين بعمق وصدق.
2- لاغترابك، حكاية ماتعة، كيف بدأت وما مآلها؟
بدأت حكايتي مع الاغتراب حين قررت البحث عن فرص تعليمية، ومهنية أفضل خارج وطني. كانت البداية حافلة بالتحديات، من التكيف مع ثقافات جديدة إلى تعلم لغة مختلفة. ومع الوقت، تمكنت من بناء مسيرة ناجحة تجمع بين الإنجازات الأكاديمية والمهنية. مآل هذه الحكاية هو نجاح يكلله الحنين الدائم للوطن والأهل.
3-كيف حققت طموحك العلمي، وكيف مازجته مع نجاحك العملي؟
حققت طموحي العلمي بالالتزام والاجتهاد، فقد حصلت على درجات علمية عالية من جامعات مرموقة. كانت الخطوة اللاحقة هي تطبيق المعرفة في المجال العملي، مما ساعدني على تحقيق نجاحات مهنية مميزة. فالتوازن بين الطموح العلمي والعملي تحقق من خلال التعلم المستمر والتكيف مع التحديات.
4-من يقرأ روايتك “رائحة التفاصيل”، وهي أشبه بسيرة ذاتية، يلمس معاناتك وصعوبات الغربة، كيف تجاوزتها؟
رواية رائحة التفاصيل رواية تحمل رائحة تفاصيل عشتها بحقيقتها، وقد مزجت الخيال بالواقع في بعض المواضع لكي يكتمل البناء الروائي، وهي تحمل الكثير من الحب للوطن، ومشاعر الوفاء للمرأة التي ساندتني في رحلة نجاحي، ومشاعر متضادة للمرأة التي كانت سبباً في تحطي نفسيتي في بعض محطات حياتي، فهي تفاصيل عن الغربة والوطن والمرأة.
وقد تجاوزت معاناتي وصعوبات الغربة بالاعتماد على الدعم من الأصدقاء والعائلة، والتفاعل مع الجاليات المحلية، والانخراط في الأنشطة التي تعزز الشعور بالانتماء. الكتابة كانت أيضاً وسيلة فعالة للتنفيس عن المشاعر ومعالجة الصعوبات.
5- موهبتك الإبداعية، هل سبقت مجموعتك “تراتيل لعينيك”، وهل وجع الغربة فجرها؟
موهبتي الإبداعية كانت موجودة منذ الصغر، لكن وجع الغربة والتجارب التي عشتها كانت بمنزلة الحافز لتفجير هذه الموهبة. و”تراتيل لعينيك” كانت نتاجاً للتجارب والمشاعر التي مررت بها خلال سنوات الغربة.
6- ما آخر أعمالك أو مشاريعك الأدبية؟
آخر أعمالي الأدبية هو رواية جديدة تعالج موضوعات الهوية والانتماء في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم. كما أنني أعمل على مجموعة قصصية تستلهم أحداثها من تجارب المغتربين وتحدياتهم.
7-حنينك للشام، ولإزرع بل لصدد والجذور كيف تنفسته، بوحاً أدبياً أم بتواصل من نوع ما؟
حنيني للشام ولإزرع وصدد يتنفس من خلال الكتابة والتواصل المستمر مع الأهل والأصدقاء. البوح الأدبي هو وسيلة للتعبير عن هذا الحنين، وتجسيده في نصوص تحمل عبق المكان، وذكرياته.
8- ما نصيحتك للمغتربين الجدد؟
نصيحتي للمغتربين الجدد هي أن يكونوا صبورين ومثابرين، وأن يسعوا لبناء شبكة دعم من الأصدقاء والمجتمع المحلي. من المهم أيضاً الحفاظ على الهوية والثقافة الأصلية، والتعلم من التجارب الجديدة من دون أن يفقدوا جوهرهم.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي