عند انفصالنا الأخير…!؟
لم أكن أعلم أن البعد سيطول ، فقد اعتدنا على هذه الحلقة المرهقة التي نتباعد فيها ثم نلتقي عند نقطة جديدة لا محال…
مشكلتي هي التفاصيل ،أنا لا أجيد تجاهل التفاصيل ، كلمة واحدة في حديثنا الطويل تجعل عروقي تشعل شرارة التفاصيل والأقاويل.
نحن ضحايا التفاصيل الصغيرة ،فمنذ اللقاء الأخير ويدانا مقيدة بالحديد ،بل قلوبنا مشتعلة من شرارة الشوق وعقولنا الملتهبة من جراثيم الذكريات وجميع اعضائنا التي كانت تجسد حقائب السعادة قبل انفصالنا الأخير.
لكن الذي اختلف الآن …أننا سابقًا كنا نمشي ونلتقي، أما اليوم توقفنا وبيننا قطر الدائرة نعيش في متاهةٍ حائرين.
أجل كنا متعبين مرهقين متألمين غارقين ببحيرة المشاكل والمشاحنات،نتذوق التعب ونلمس الكلمات الثقيلة الجارحة، حتى أننا نسينا أيّ اتجاه نسلك للقاءٍ جديد؟!
عند انفصالنا الأخير…
أدركتُ كيف يكون الانكسار وتذوقت لوعة الانتظار …وبعدها أدركتُ ان الانسحاب أقل إيلامًا من المشي في دائرةٍ فارغةٍ مرعبة.
كان الورد الأحمر ينبت على الأسطر الّتي كنت أكتبُ لك عليها ويفيح عطرك منها، فكلّما كتبت كلما ازدهرَتْ حدائقُ الحبّ في كتاباتي ،أمّا الآن ذبلتِ الورود وتحول الأحمر إلى شحوب والحبُّ إلى اشتياق .
أذكركَ بلوني المفضل ،بموسمي الممطر بمفكرتي الغارقة بالكلمات ،وكأنّك نجمٌ خطف دقّات قلبي وجلس يسمعها بعيدًا عن كوكبنا ولم يعد.
لكَ ندائكَ الغائب الصامت ،لك التلعثم بما قد دوّنّاه قديمًا على الجدران اليتيمة،التي لا سكان خلفها ولا حولها حتى نحن هجرناها ولم نعد،فإن آواخر الليل تعرّيني من الألوان والظّل وتلمس عينايّ مرارة السواد.
أصبحت خطواتنا على الرّمال الذّهبية ونسيم الهواء يتيمةً ،كطفلٍ يلحن بكائه ولوعته على أوتار الحياة .
لم نكن نعلم أن الحبّ سيتعب كما تعبنا…فليست الطّيور وحدها من تهاجر.
عند انفصالنا الأخير…
أدركت أنّك وهمي رسمَتّك مخيلتي عندما رأيت وجهك في الكتب واللوحات، في عيون النّاس والمرآة.
وأن سنيننا والذّكريات مجرد خيالٍ ولوحات.
بقلم الأديبة
لين محمود عرابي
شاعرية النص في رواية بنات النفس للروائي ياسين الغماري
أنتِ الكُلُّ في كُلِّي وأنتِ الغارقة في قلبي. أرتئي فيكِ درب اللحظة الماضية والآنية والآتية. أنتِ أقصى من أن أعشقكِ...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي