لوحة “عنق الزجاجة”
المبدع المميز الفنان وليد سالم كموش من سوريا.
تحمل اللوحة دلالات فلسفية واجتماعية مكثفة حول الصراع بين الروح والمادة، وضيق الخيارات في ظل سلطة المال.
الشمعة والنور (رمز الروح والمعرفة)
النور والحقيقة: هي رمز للحكمة والمعرفة أو الوعي الساطع، وهي في أعلى نقطة في التكوين، مما يشير إلى أنها القيمة الأسمى أو الهدف النهائي.
الوجود المؤقت والمحتوم: الشمعة تذوب وتستهلك نفسها لتنير. هذا يعكس ثمن الوجود، حيث أن التنوير والاستنارة الذاتية غالبا ما تأتي على حساب الذات أو الاندثار التدريجي في عالم مضطرب.
الأمل أو الضوء المنقذ: على الرغم من كل الظلام والفوضى في الخلفية، فإن هناك بصيص أمل وحقيقة يقود من خلال عنق الزجاجة الضيق.
الوجوه داخل الزجاجة (رمز الإنسان والقيد)
الوجوه المحتجزة داخل جسم الزجاجة ترمز إلى:
الاحتواء والسجن: الزجاجة تمثل النظام الاجتماعي، أو التقاليد، أو الظروف القسرية التي تحيط بالإنسان. هذه الوجوه محبوسة في وعاء واحد، مما يشير إلى ضياع الفردية والخصوصية.
الأنا الجماعية، الوجوه تبدو متشابهة نوعا ما في تعابيرها الحائرة أو المستسلمة. هذا يعكس الذوبان في القطيع وفقدان القدرة على التفكير المستقل أو الفعل الفردي خارج إطار الجماعة المحتجزة.
“عنق الزجاجة” الفلسفي: يشير المصطلح إلى النقطة الحرجة أو المأزق. هذه الوجوه محصورة ومضطرة للمرور عبر نقطة ضيقة جدا (العنق) للوصول إلى النور، مما يرمز إلى ضيق الفرص أو صعوبة الخلاص أو المعضلة الوجودية في اختيار المسار.
قاعدة المال (رمز المادية والسلطة)
الأوراق النقدية التي تشكل قاعدة الزجاجة هي أقوى رمز للمادية:
السلطة الأساسية ،المال هو الأساس الذي يقوم عليه احتجاز البشر. الوجوه محبوسة على قاعدة من الثروة، مما يعني أن النظام الذي يحتجزها هو نظام رأسمالي أو مادي يقدر القيمة بناءً على الربح والمادة.
الزينة الخادعة: المال هنا لا يخدم الوجوه، بل هو أشبه بـ الطوق أو الزخرفة التي تثبّت القيد. هو يضيف لمعاناً للقيد ولكنه لا يزيله.
المادة مقابل الروح: القاعدة المادية (المال) هي النقيض المطلق للنور الروحي (الشمعة). اللوحة تصور صراعا وجوديا: إما الانجراف إلى قاعدة المادة، أو الصعود بصعوبة بالغة نحو نور المعرفة.
اللون والخلفية (رمز الفوضى والغموض)
الألوان الدافئة والغامضة في الخلفية (الأحمر، الأصفر، الأخضر الداكن) تخلق جوا من:
الضبابية الوجودية: الخلفية الفوضوية وغير الواضحة تعكس عالم الوعي أو اللاوعي المليء بالصراعات والغموض، خارج نطاق الزجاجة (النظام).
الخطر المحدق: التدرجات النارية توحي بالتهديد أو الشغف المستهلك، مما يجعل فكرة الخروج من عنق الزجاجة (التحرر) تبدو محفوفة بالمخاطر.
اللوحة رسالة قاسية عن ثمن الوجود في مجتمع مادي. هي تصور الإنسان (الوجوه) وقد تم احتجازه داخل قيود النظام المادي (الزجاجة)، التي يغذيها ويقوم عليها المال (القاعدة). الأمل الوحيد هو الصعود نحو الحقيقة والحرية (النور)، لكن هذا الطريق يمر عبر “عنق الزجاجة” الضيق، الذي يتطلب تضحية هائلة وجهدا فرديا للتخلص من قبضة الوعي الجماعي المحبوس.
الباحثة فوزية جعيدي.
صباحك عشق /بري قرداغي
صباحُكَ عِشقٌ يا حبيبي صباحُكَ حُلمٌ أفيقُ عليهِ، فأجدُ العالمَ أجمل، وأجدُني أبتسمُ دونَ سببٍ… سوى أنَّكَ تسكنُ قلبي. يا...
اقرأ المزيد



















