في الجهة المقابلة لكَ
امرأة تمارسُ أنوثة تقليدية ..
أخبرك مفصلاً عن معنى أن تكون الأنوثة تقليدية .!
أن تنهي المرأة أثقالها الخارجية
وتعود متأخرة لتعد وجبةً دسمة لأطفالها الكُثر
أن تنهي موسم الشتاء
بغسلِ كل الطين العالق في الاثاث ،
وعلى حبالها الصوتية ..
أن تتجرد أمام الشمس من جلدها الحزين
كأفعى ، وتسمحَ للشمس بالتحرشِ بنعومتها
لتستحيل جلداً خشناً يزعجك كلما هممت باللقاء
أن يلتوي عمودها الفقري ، وتصيرَ في المساء
مجردَ خردةً أو حوتاً نافقاً على شاطىء التعب
أن ترجو مراتٍ دون أن تسأل ،
إشفاقاً على جسدها المبتل ببقايا عجزها ..
أن تتخلص من صياحها ،
وتأففها وأحلامها ببعض راحة ..
أن ترضي غرورك وتضحك للجارة ،
تعانق صغارها وتجامل المارين ..
أن تكون أنثى تقليدية يعني أن تنسى
أنها امرأة ..
في الجهة المقابلة لي ..!
رجلٌ بهيبةِ فارسٍ
يرتدي أحلامي كمطرٍ صيفي ..
لا يعرف عني شيئاً ،
لا يعرف أنني ألدهُ في كل لحظةٍ حلم ..
مخاضهُ رقيقٌ كوجعِ ولادة أطفالٍ
أنجبتهم من آخر ، آخرَ
لا يبالي الا باقتناء امرأة تقليدية ..
لا تتقن الشعر ..
صوتها ناعم كمواء القطط ..
مخالبها مخلوعةٌ
تمارسُ الرقص على جثتها
كل ليلةٍ
بعد أن تعاقب جسدها بالاشغال الشاقة،
ثم ترتدي خلخالها ،
لشهريارها المزعوم ..
في المنتصف بين جهتينا
المتقابلتين ..
أرسمكَ نجاةً ..
وتعلقُ انت على فكرة وجودي
أزهار الأقحوان ..
اتسلى بها ريثما تذكرني ..
يحبني لا يحبني
يحبني لا يحبني
وأنام ..
نادين الشاعر
نص تفاصيل
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي