ما السرُّ يا أمّاهُ.. هل ضاع الوطن؟!
وأراهُ يقترفُ الغيابَ
ويطبقُ الأصفاد حول طيورهِ
ويروحُ يدخل غرفةَ السجّانِ يعلنُ:
إنّني الجاني…
وذا عقلي لحاوية العفنْ!
ينهالُ رغمًا عن يديهِ
يوقِّعُ الميثاقَ:
إنِّي اليوم عبدٌ
سيّدي الرّبُ الصغيرُ
وإنَّك الأغلى
وإنك آمرٌ ناهٍ وميزانٌ وزَنْ!
وتساقُ أحلامٌ إلى قبرٍ رثى
قبل المشيبِ جديلةً لصغيرةٍ
دخلت إليهِ
وفي يديها قلبُ أمٍّ هالها وضعُ الصغيرةِ في الكفنْ
ومشى الصغيرُ يداعبُ الظلَّ الشَّحيح لبسمةٍ
سقطتْ من الجدَّات في قصص العجائب والمنى
أمَّا الكبيرُ فمنذ دهشتهِ يجافيهِ الوسنْ
ويلوَّعُ الجاني ويقضِمُ إصبعًا
حين الطُّوى
ويشاطرُ الصُّبار في رشف المياه تخيُّلًا
ويقولُها:
ما السرُّ يا أمَّاهُ… هل ضاع الوطنْ؟!
مريم أديب كريمّ
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي