
قصة أحزاني ..!؟
من مسرح نومي وصحوي..
أروي لكم يا أحبائي قصة أحزاني !
“كان الوقت فجراً خريفيا بارداً
وكان القلب يعزف ألحان حزني،
فجلست على عرش النور في قلبي،
لاسترق سمعي لقصة هذا الحزن…
وهذا العشق..!
انها قصة أحزاني لكم أروي :
” المشهد الأول”
قصة”الوردة الندية”
في صباح يوم ربيعي نديّ
كانت” الوردة النديّة” تمسح وجناتها
من قطرات ندى ليلة البارحة..
وهي تهيئ نفسها لقبلة الشمس..
حيث كانت الملائكة للوردة تحكي..
وكان الحديث عن قدسية العشق..
لكن فجأة اتى قاطف الوردِ..
ليفسد هذا اللقاء المقدسِ..
بين الملاك والورد..
فكانت الوردة تبكي..
لتغني كل اغاني الحزن..
قالت الوردة لقاطف الورد:
لماذا تريد أن تعبث بالورد..؟
قال: انا أريد ان أقتل الازهار،
واعبث بالورد..لأن هذا من طبعي !
“المشهد الثاني”
ورنّ اللحن الحزين في قلبي مرة أخرى!
فاوحى لي قصة حزن أخرى!
أروي لكم أحبائي..!
قصة “حب الإنسان للأرض “
في ذلك الصباح الربيعي الندي
حيث كانت الحقول والجبال
تتوشح بخمار الشمس الذهبي!
قال الأب لابنته:
هيّا بنا لنذهب الى الحقل..
لنزرع في قلب الارض” بذرة الحب”
لنحصد الفرح في كل الاعياد وفي كل المواسم!
واثناء الحديث عن هذا العشق للأرض ..
صرخ صوت من سماء المدينة.
وصرخت الطفلة من الخوف
وشعر الأب بهذا الخوف،
فاخفى دموعه عن إبنته
ليهدئ من روعها ؛
“لا تخافي يا بنيتي لاتخافي..!
انه الربيع.. انّه موسم الأمطار،
انه صوت الرعد..!
لكن الطفلة احست بمرارة الخوف،
من انفاس أبيها ..
قالت وهي تبكي:” لا يا ابتي..
انه صوت غير مألوف
وفجأة وقع الأب على الارض..
والطفلة مازالت تصرخ: أبي.. أبي…!
نعم انه” يوم الموت الأسود” ..
“موت الآلاف” من سكان المدينة
ب “الغاز الكيمياوي اللعين” ..
كان مشهد هذا الموت المخيف
لوحة تحكي:
أبشع جريمة في تاريخ العراق
بحق الشعب الكوردي الامن..!؟
“المشهد الثالث”
ورنّ اللحن الحزين في قلبي مرة أخرى!
ليروي لي قصة حزن أخرى !
أروي لكم أحبائي :
قصة”الصبية التي فقدت عينيها”
وفي ذلك الصباح الربيعي الندي..
كانت هناك صبیة لها عينان جميلتان
كان نور العالم في عينيها..
كان في عينيها مستقبلا وحياة ..
كانت تسكن في عينيها” بساتين كُردستان”
وكانت فيها كل الألوان ..
لكن فجأة جاءوا خفافيش الظلام..
ليطفأوا النور في عينيها الجميلتين..
نعم، لقد سكبوا الغاز الخطير في عينيها..
اتسمعون..؟!
انها لا ترى الألوان!
انها لا ترى الآن ..!!
فهل هناك جريمة ابشع في الدنيا ..
من جريمة قتل النور في عيون الأطفال؟!
“المشهد الرابع”
ورنّ اللحن الحزين في قلبي مرة اخرى!
ليوحي لي قصة حزن أخرى..!
“وفي ذلك الصباح الربيعي الندي..
حيث كان الطفل الرضيع يبكي،
يريد أن يشرب حليب الصباح..
فأخذت الأم طفلها الى حضنها لترضعه..
لكن قبل ان يشرب الطفلُ الحليبَ..
دخل الغاز الكيمياوي الى صدره واختنق،
وكانت الأم تشهد هذا الموت االمروّع لطفلها..
وهي تلفظ أنفاسها الاخيرة ..
وكان ذلك “اليوم الأسود” في تاريخ البشر..
نعم ، لقد قتل الغاز الخطير”الأم والطفل ..
والشيخ الكبير.. الذي كان يؤدي صلاة الفجر..
ومات في صباح ذلك اليوم الزهر والشجر..
وكان يبكي لهذا المشهد حتى قلب الحجر..!!
فهل رايتم يا أحرار العالم..
موتا من هذا النوع في كل تاريخ البشر..؟!
“المشهد الخامس”
ورنّ اللحن الحزين في قلبي..
لاروي قصة حزني لتاريخي وغدي..!
أروي لكم قصة: ” الأم قرب النهر”
ففي ذلك الصباح الربيعي الندي..
حين خرجت الأم من البيت
لتجلب بعض الماء من النهر..
لكن رأت انّ الماء لا يصلح ليشربه البشر..
فبكت وصرخت و وقعت كالمصروعة قرب النهر..
وكان الطفل خلف باب البيت ينتظر..
كانت الأم تنادي طفلها حتى النفس الأخير ..
فكان ذلك اليوم” يوم مصرع الأم قرب النهر..ومصرع ذلك الطفل الصغير خلف باب البيت..
فبكى لهم النهر والشجر وحتى قلب الحجر..
فهل هناك يا احبائي!
ظلماً أقسى من هذا الظلم في كل تاريخ البشر!
نعم، في ذلك الصباح الربيعي الندي..
قد قتلوا الآلاف من سكان” مدينة حلبجة الكّردية”
ومنهم أطفالا ونساء وشيوخ..!
قتلوهم بالسّم الكيمياوي الخطِر..
و أفسدوا مياه النهر..
فكفروا بقدسية الكوثر
نعم، انهم كفروا بعطية الله:
” لقد أطفأوا الحياة في كل نفس حيّة..
وقتلوا في ذلك اليوم حتى الازهار والشجر..
كان يبكي في” ذلك الصباح”
حتی قلب الحجر..!!
كتبت هذه القصيدة فجريوم الخميس
پاوان زاگرۆژی _25.11.2012
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي