حزين جداً
يسير خلف نعش أبيه ويبكي ، يبكي بصوت عال ويلطم مناديٱ : لا حياة لي من بعدك يا أبي .
وعندما وضعوا جثمان أبيه في لحده ، جعل يسف التراب على وجهه ، ويلطم ويبكي ، كما كانت تفعل النساء في الحي الشعبي القديم الذي قضى فيه طفولته الأولى.
في العزاء لم يتمكن من كبح نشيجه ، كلما اقترب منه أحدهم ليعزيه جعل يجهش بالبكاء مجددٱ حتى انفطر قلب الرجال عليه لشدة حزنه وجزعه !
قال بعض الذين كانوا مقربين من أبيه المرحوم : ( سوف يقضي الحزن على هذا الشاب ، و لن يتمكن من إدارة المصانع والعقارات المتناثره التي خلفها له المرحوم ، إننا نراه زاهدٱ في الدنيا وما فيها !
وقال آخرون : لكنه تمرس جيداً في العمل والإدارة مذ كان صبيٱ صغيرٱ يصحب أباه ، بالتأكيد هو الآن معلم وسيتقن العمل كأبيه.
ولأنه حزين جداً لفقد والده ذي الستين عامٱ ، كان لابد له من السفر إلى قبرص حالما انقضى أسبوع العزاء ، فهو حزين ويحتاج إلى الترفيه عن نفسه ، ومع أنه عاد بصحبة فتاة جميلة لتبهجه ، مع ذلك لم ينته حزنه وقد وجد في نفسه حاجة ماسة للسفر إلى ( ماكاو) ، لعله ينسى أحزانه هناك ، في (بونتي 16) أو في ( مدينة الأحلام )التي عاد منها برفقة فتاتين أخريين .
لكن لا تزال أحزانه تعاوده ، وها هو يتجه بقلبه المثقل بالحزن والكمد إلى ( لاس فيغاس ) ويعود بصحبة فتاه أخرى .
اه .. الفتيات الاتي صحبنه ، كن حزينات أيضا ، لقد كان الحزن يثقل قلوبهن مثله تمامٱ . ___________________
خوله رمضان
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي