وطني الأكبر أمي*
أه من ليل الغربة وما حوى
ألم وأنين وتنهيد قلبي
سأكتب لوطني الأكبر أمي
ليل الغربة أضنا فؤادي يا أمي
هيأت أوراقي وأقلامي وأحباري
أبت أن تنحني في يدي
ولم تطاوعني في الكتابة عن أحزاني
حزينة لحزني وألمي
ثائرة كموج البحر من أجلي
فالغربة تسكن محابري ومدادي
كما تسكن أحشائي ومقلي
ناغيتها ودللتها وربت على أكتافها
فانحنت احتراما لأمي
ونقشت ما أمليته عليها بهدوء
مشيت إلى البحر على أعصابي
ولا أدري كيف وصلت فأحزاني كثيرة
وثقيلة كضفيرة منسدلة
على أكتافي وظهري
ولم أنسى حمل آمالي وأحلامي
ومباركتها بمياه البحر وأمواجه الحنونة
ألقيتها بين أهداب الموجة الحنونة الهادئة
فغسلتها وصقلتها وجعلتها كالمرآة ناصعة
علني أحملها لأمي هدية فاخرة
أمي الحنونة كل يوم أحلم بك
وأقبلك وأسعد برؤياك
وأحلم أنني آتي إليك حبوا على ركبي
مع بزوغ الشمس ووهجها
لن أنتظر بعد اليوم
لأحلم بك لأحضر إليك
وأطبع على جبينك قبلتي
بل سأتيك قبل شروق شمسي
وقبل بزوغ فجري
وهدهدة الحمام على شرفات قلبي
وقبل تغريد العصافير على الأشجار
وعودتها إلى الأعشاش والأوكار
وقبل أغاني الفلاح للفجر
سأتيك قبل الرعود وسحب الأمطار
فقلبك يغدق علي بالدعاء كمطر السماء
سأتيك قبل أن تتفتح زهور الربيع
ويفوح عطرها بين الدروب
فقلبك حديقتي وعطر أنفاسي
سأتيك في مواسم الحصاد
قبل أن يحصد الفلاح غلته
أماه يا أكبر أوطاني
أنت هويتي وانتمائي
ونفسي لا ترتاح إلا لأنفاسك المسكية
سأبحث عن أثرك في كل الدروب
سأبحث عنك وعن روحي
فلا أجدني إلا بين أنفاسك وروحك
فأنت أكبر أوطاني وحبي الأزلي ..
د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
درب النور /دعد عبد الخالق
دَرْبُ النُّورِ…فِي خِضَمِّ الْعَاصِفَةِ نَظَرْتُ إِلَى الْأُفُقِ الْبَعِيدِ، مَرَرْتُ بِالْغَيْمَاتِ الَّتِي لَبَّدَتِ السَّمَاءَ هَمًّا وَحُزْنًا وَاسْوِدَادًا غَيْرَ آبِهَةٍ، فَعَبَّدْتُ دَرْبًا...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي