آهٍ منك يا بدر
كم انتظرتك منذ البزوغ الأول
ونفذ صبري حتى اكتملك نورا
آه يا بدر !
سكنت الحي ففاض بي الغرورا
فلم يحتمل غيري عناء الوصول إليك
ولا إلى ما بذلت لأجلك سبيلاً
آه منك …فكم تألمت حتّى إليك انتهيت
فملأت الروح هناءً وبهجةً و سروراً
والعشق فاض بداخلي حتى اكتويت
ولم يصلوا إليك لأنهم لم يحبوك مثلي
ولم يعشقوك كما أنا بك مغرومة
فصرت لي بمكانٍ لا يجدر أن يكون لغيرك
ولك أهديت فيض حنيني وكل ما أملك لأجلك به أجودَ
وكأنك سكنت بقلبي كترنيمة عشقٍ مشهودة
فوميضك سكّن كل أوجاعي
وأشعرني باحتواء ملأ كياني
وأصبحت الحياة بك أبهى
وأزدانت بك الدنى
فابتسم الشجن بداخلي ثم غاب مودعاً
فكيف تكون ساكني
ويكون له في الوجود وجودا!
ولم يعد للحياة بدونك مغزى
واستحالت الدنيا بمثلك أن تجودا
فماذا لو غبت عني وسلوتني!
وارتحلت لتترك لي الدنيا بخوائها المعهودا
فهل لي أن أرافقك أينما ارتحلت؟
وإلّا بتّ في انتظارك كحبات عقدٍ مفروطة
أو كبقايا قلبٍ مزّقه الهوى فلم يصمد
وأودى بحياته فصار مفقودا
فما بال الأماكن تبكيك !
بعد أن انطفأ وميضها بغيابك
وتسألني عنك في كل حينٍ
أما آن لك أن تعودَ!
فأصمت وأمتلىء حسرةً
فلم تترك لي منذ أن غبت عني
سوى ظلام غطي به الوجودَ
وحتى النجوم البازغة بالسماء اختفت
وانجلى وميضها ولم يعد لها أثراً ولا وجودا.
الروائية العراقية ساهرة سعيد تعدّ من الأصوات الأدبية المميزة في الأدب العراقي المعاصر. تمتاز كتاباتها بالغوص في عمق التجربة الإنسانية،...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي