من ضفّة الإنتظار
من الماءِ الزُلالِ هواكَ أصْفى
وَبيْ نارٌ ببُعدكَ ليسَ تُطفى
يمرِّضُني غيابُكَ كلَّ يومٍ
على أنّي إذا ألقاكَ أُشفى
وَحقِّكَ لمْ تكُنْ نصفاً لرُوحي
فأنتَ الرُوحُ لا ألقاكَ نِصْفا
فكُلِّي ذابَ فيكَ فليسَ شيءٌ
يُقرِّبُني إلى عينيكَ زُلفى
أُحاولُ أنْ أبوحَ بشوقِ قلبي
ولا ألقى لبحرِ الشوقِ وَصْفا
أراكَ بكُلِّ شيءٍ عند صَحْوي
ولو تَغفو العُيونُ أراكَ طَيفا
يُقرّبُني التأمُّلُ منكَ دوماً
وتقصُفُني رُعودُ البُعْدِ قَصْفا
ولو دَنْدَنتُ باسمكَ في شفاهي
سأسمعُ من رفيفِ القلبِ عَزفا
وترميني القلوبُ حِبالَ سحْرٍ
فتَلْقُفُ سحرَها عيناكَ لَقفا
فأنتَ ليَ الحقيقةُ قد تَجلَّتْ
شربتُ بها كُؤوسَ العشقِ صِرْفا
مَلاكُ الحُبِّ شابَكَ راحَتينا
وَلَفَّ قُلوبَنا بالنورِ لَفّا
تُحبُّكَ فوقَ كلِّ الحبِّ رُوحي
ترفُّ إليكَ مثل الطيرِ رَفّا
أفِرُّ إليكَ من نفسي لأني
أرى وجْدي يسِلُّ عليَّ سيفا
ولو تأتي ويجمَعُنا لِقاءٌ
رَصَفتُ الدربَ بالأزهارِ رصْفا
فأنتَ الدَهشةُ الكُبرى لقلبي
وأحلى الناسِ أخلاقاً ولُطفا
رَمَيتَ الحُبّ في رُوحي وَمنّي
نسَفْتَ العقلَ يامَجنونُ نَسْفا
ومهما قُلتَ تَهواني فإنّي
أحبُّكَ فوقَ ماقد قُلتَ ضِعفا
سهامُ العشقِ ترشقُني بعُنفٍ
وَقَلبي ينزِفُ الأشعارَ نَزفا
وأنظُرُ للحَمامةِ حينَ ناحتْ
وقد فقَدتْ على الأفنانِ إلفا
فتبرُقُ أعيُني ويهيجُ شَوقي
فتنهملُ الدُموعُ عليكَ وَكْفا
لقَصْر العشقِ خُذني وانتَشلْني
فقد صارَتْ شُجونُ الليلِ كَهْفا
فأنتَ ليَ الأمانُ وأنتَ نبضي
ودُونكَ أقطَعُ الأيّامَ خَوفا
غرِقتُ ببحرِ عِشقكَ ياملاكي
وتجرُفُني بهِ الأمواجُ جَرْفا
عليَّ غدا الحَنينُ وأنتَ ناءٍ
مع الآهاتِ والأشواقِ حِلفا
جرَعْتُ المُرَّ من وَلَهي فقُلْ لي
متى ألقاكَ ياعَسَلاً مُصَفّى
ليلاس زرزور
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي