“أينَ الأنوثةُ
رقصُكِ المطروبُ
موسيقى التّماهي المخمليِّ
وعطركِ المحبوبُ
خمرُ التُّوت فوق الثّغر إذ يتدلّلُ؟”
قد قالها عند المساءِ بنبرةٍ هي كم تليقُ بجاهلٍ لا يَعقِلُ!
فتعالَ يا حَكم المساءْ
وٱجلب نجومكَ شُهّدًا ولتعدلوا!
إني تقاسمتُ الأنوثة والجوى يا عُذّلي
ومنحتُ مرآتي لخفَّاش الليالي
عله من فرط قبح يخجل
والعطرُ.. كم أهوى العطورَ
صببتُها كلّ القواريرِ الشهيّةِ فوق أجيادِ الثَّرى
هذا التُّرابُ حوى المواتَ بدون أدنى رغبةٍ
توَّاقةٌ أزهارهُ للطّيبِ يُنفخُ من جديدٍ
فالخصوبةُ أجملُ!
هاجرتُ في كانونَ بيتي خلسةً
وجلبتُ سكّينًا معي
وهمستُ في أذن الأكفِّ: ٱستعجلوا
لأقصَّ فستان الجميلةِ…
أنت يا سكينُ في عينيَّ وحيٌّ منزلُ”،
وقَصصتهُ!
علّقتهُ الخصرَ المطرّزَ فوق أفنانِ الشّجرْ
أودعتهُ طيبي
لئلا يفقدَ الليمونُ أغلى صحبهِ
أو يُهملَ الزيتونُ أشعارَ الغزلْ
ولحسنِ حظّي أنّني أبصرتهم؛
هزُّوا الخصور بنشوةٍ وتمايلوا…
وعلى حوافِ نوافذي مدّدتُ أكمامي
تلوِّحُ في الصّباحِ لعندليبٍ عاشقٍ
كم كان يأخذُ من يدي تأشيرةً للقاءِ سوسنتي
وكنتُ بلا شروطٍ أقبلُ…
وذهبتُ للحطّاب في حيٍّ بلا مصباحٍ
أسرجتُ جلدي شمعةً حنطيّةً،
داعبتُ ثغر الثّلج دون توقّفٍ
حتى تفتّقت الينابيعُ النديّةُ..
فٱنهلوا!
فهناك تحت الجسرِ طفلٌ هدّني بسؤالهِ
يا أمُّ هل لي بعضَ ماءٍ
مَن لوردٍ يذبلُ؟!
ثمَّ الضّلوعَ وهبتُها حطبًا لكلّ مواقد الفقراءِ
ضلعي بات دفئًا يؤهلُ
للرّيح تعبثُ في لظاها
تستشيطُ وتُشعلُ…
وتقول لي أين الأنوثةُ بعدها
يا عاذلي إنَّ الأنوثةَ جلُّ ما في هذه الأكوان
من مطرٍ تساقطَ وٱرتمى
في صدر آدم كي يعيد له الحياة
إنَّ الأنوثةَ في ٱعتقادي مشعلُ!
مريم أديب كريّم
السيرة الذاتية والأدبية للقاصة السورية وفاء الخطيب
الاسم : وفاء الخطيب – wafaa alkhatb الجنسية : سورية مكان الولادة : محافظة السويداء swaida تاريخ الولادة : 26-02-1959...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي